الرأي

المنصة الاستثمارية لباكورة مشاريع 2030 وفن التسويق

شهدنا تصريح الحكومة الموقرة مؤخراً حول الخطة الشاملة للتعافي الاقتصادي عن طريق استهداف تسهيل الاستثمار في البحرين ودعم المشاريع التنموية بالمملكة، تبعها تدشين منصة إلكترونية للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة بمشاريع واضحة المعالم، تحت إشراف مباشر من مجلس التنمية الاقتصادية، حيث نبارك لهم جهودهم على سرعة الإنجاز بالتزامن مع إعلان الحكومة لباكورة المشاريع المزمع إقامتها في القريب العاجل.

ما يميز المنصة أنها تمكن المستثمرين من الحصول على معلومات متكاملة حول المشاريع التنموية والإستراتيجية المتاحة للاستثمار، كما يمكنهم التواصل مع الجهات المسؤولة عن المشروع في حال وجود أية استفسارات أو طلب إيضاحات بشأن المشروع.

كنت من أوائل المهتمين بالتفاصيل الفنية لعمل المشاريع، خصوصاً أن ذلك يتقاطع مع طبيعة عملنا في مجال الإنشاءات والاستثمارات مع كبرى شركات المقاولات والتنفيذ والتمويل لمشاريع البنى التحتية، حيث بادرت بالدخول على الموقع الإلكتروني للتأكد من تفاصيل المشاريع والتي تفوق قيمتها 30 مليار دولار في شتى المجالات، وبادرت بالاتصال بقسم التواصل وعلاقات العامة مع مجلس التنمية الاقتصادية للتوضيح بشكل أكبر المواصفات الفنية لبعض المشاريع الكبيرة.. نعول على فريق مجلس التنمية الاقتصادية بابتكار طرق جديدة لجذب المستثمرين خصوصاً بعد تداعيات «كوفيد19» والتي قلصت - بلا شك - عدد المستثمرين نتيجة للخسائر الفادحة أو لربما أوجدت مستثمرين جدداً بخارطة استثمار جديدة ربما عن طريق تأسيس شراكة مع القطاع الخاص أو حتى وصولاً إلى طرح مساهمة وإشراك المواطنين بالاستفادة من موضوع المساهمة والعائدات الربحية على سبيل المثال.

وبالنظر إلى تفاصيل المشاريع بالمنصة، وجدت تحديد بعض من معالم مشروع بلاج الجزائر الترفيهي والذي من الواضح أنه سيكون تحت إدارة «إدامة» واختيار التنفيذ مع الشركات المقاولة المنفذة والأذرع التنفيذية للمشروع تحت إدارة إدامة أيضاً بعائدات مالية مضمونة نسبتها 10% حسبما ذكرت المنصة وبتمويل ورأس مال يبلغ 330 مليون دولار بشكل عام.

سأخصص سلسلة مقالات تناقش تفاصيل خطة التعافي والوقوف على التفاصيل الفنية وطرق جذب الاستثمار بالتعاون مع صحيفة «الوطن» ومجلس التنمية الاقتصادية، الذي لا يتوانى قط عن إمدادي بأي معلومات تساهم في توضيح الصورة عبر منصات الجرائد اليومية.

أقترح تقسيم بعض المشاريع - وخصوصاً المدن الجديدة - إلى مشاريع داخلية، بحيث تسهل على المستثمرين اختيار المسار الاستثماري الذي يناسبهم بنسبة العوائد أو حتى تبني المشروع بنفسه إن كان بعض المستثمرين يملكون التمويل المالي، بالإضافة إلى الأذرع التنفيذية والتي شأنها أن تهتم بالتنفيذ بحرفية عالية قد تضيف على خبراتنا المحلية خبرات عالمية جديدة.

كما يمكن اللجوء إلى طرح مساهمات وطنية مع ضمان العوائد كالتجربة السعودية الناجحة في بيع أسهم «أرامكو» لتمويل وتنفيذ المدن الجديدة مثل «نيوم» على سبيل المثال، والذي يعد أكبر طرح تاريخي في الشرق الأوسط بعد شركة علي بابا.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية