الرأي

لقد وقعنا في فخ 'العنكبوتية'!!

عالمنا أصبح كبسة زر، وأصبح الكمبيوتر والنت ضرورة لا غنى عنها، فلم يعد التعامل مع الإنترنت خياراً يمكن تفعيله أو رفضه، فلقد وقعنا أسرى للشبكة العنكبوتية رغماً عنا، ولم يعد هناك مجالاً لمقاومة التحول إلى الرقمنة التي أثرت على حياتنا بشكل كلي.

لا يمكنك الآن إتمام معاملاتك تجاه أي جهة أو بنك أو شركة طيران إلا ويجب أن تكون فاعلاً على الشبكة العنكبوتية، وهذه ليست مشكلة في حد ذاتها، ولكن المشكلة تكمن في ثقافة القائمين على هذه المعاملات، فهم يتعاملون مع الجمهور على أساس أن جميع العملاء تعلموا الدورات نفسها، وأنهم خبراء مثلهم في البرامج التي يتعاملون بها، ومما يزيد الأمر صعوبة على البعض أن جميع هذه المراسلات تتم باللغة الإنجليزية.

هل فعلاً يجيد جميع المواطنين والمقيمين اللغة الإنجليزية، وهل الكل يستطيع أن يتعامل باحترافية مع المعاملات الرقمية؟!!! الجواب بالطبع لا، فلدينا فئات عدة لديها صعوبات، مثل كبار السن وبعض الأشخاص الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية، وآخرين لديهم خوف من التعامل من خلال شاشة لا يعلمون ماذا تخفي على الجهة الأخرى، خصوصاً مع انتشار عمليات النصب الإلكتروني التي نسمع عنها كل يوم في جميع أنحاء العالم، مما جعل فئات عدة تزيد مخاوفهم من التعاملات الرقمية.

فكيف ستعيش هذه الفئات وهي محاصرة بهذه الإجراءات، وهم لديهم نقص في استيعاب الصواب من الخطأ بها، فيقوموا بإجراء اتصالات بالخطوط التليفونية التي في أحيان كثيرة لا يحصلون رداً منها، والبعض كان له تجربة سيئة سواء مع بنوك وبعض الجهات الحكومية وشركات طيران، فأحيانا قد تنتظر أكثر من 20 دقيقة قبل أن يجيبك موظف، والمشكلة أن بعض المعاملات لا يوجد لها حل سوى الحلول الإلكترونية لإجراء المعاملة.

يجب على جميع الشركات والجهات الحكومية أن يدركوا احتياجات الجمهور والعامة، وأن يدركوا أن لغتنا الأم هي العربية، وأن يتم زيادة عدد الخطوط لدى شركات الطيران والبنوك، وتخصيص شخص فني لديه القدرة على إيجاد حلول من خلال الهاتف حتى لا تتعطل مصالح الناس.

الشيء الأصعب والجملة الأكثر استفزازاً، لا أستطيع أن أسوي لك شيء هذا هو السيستم، وماذا البديل؟! هل يوجد مكتب يجب أن أراجعه لحل المشكلة؟! ويكون حظك جيداً إن وجد وتكون الصعوبة أكبر إذا كان يجب أن تلجأ للشبكة لحجز موعد، ويجب أن تكون مسجلاً، ويا ويلك إن نسيت كلمة السر التي قد تكون كتبتها مرة وأنت على عجالة لإنهاء أمر ملح، ويسقط حقك في أخذ موعد ويتم منحك 24 ساعة لكي ترجع بالذاكرة إلى الوراء لكي تتذكر كلمة السر الذي خانتك وضاعت من ذاكرتك.

رفقاً بالجمهور وعلى السادة في حماية المستهلك أن يتولوا الدفاع عن الأشخاص القاصرين في التعامل باللغة الإنجليزية أو برامج الإنترنت، ورجاءً أن تشعروا بهم خاصة في شركات الطيران والبنوك بإيجاد أشخاص متخصصين يساعدوهم في إنجاز معاملاتهم.