الرأي

السكلر.. كيف جاءهم أبو عيسى بالخلاص

قبل أسابيع سمعت خبراً على إذاعة «البي بي سي»، مفاده أن المعهد الوطني للصحة والرعاية البريطاني أوصى باستخدام عقار جديد لمرضى فقر الدم المنجلي (السكلر)، وهو عبارة عن تحول نوعي لعلاج هذا المرض والذي جاء بعد عشرين عاماً من الأبحاث.

كانت هناك مداخلات عدة في البرنامج من أطباء ونشطاء ومرضى أصحاب العلاقة بالمرض، واتفق الجميع بأن هذا الدواء سيكون نقلة نوعية في البروتوكولات العلاجية، ومخلصاً لآلام المئات.

ووقتها تمنيت لو أن يكون هذا الدواء متوفراً لمرضى السكلر في البحرين، حيث هناك مجموعة تعاني وتتعذب منذ سنوات طويلة، رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لهم، إلا أنها معاناة عالمية منذ زمن.

وما هي إلا أيام ويأتي الخبر اليقين، خبر البشارة، حيث أمر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتوفير دواء كريزانليزوماب وإدخاله ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى السكلر بعد استكمال التجارب السريرية اللازمة.

ليثبت سموه من جديد بأن المواطن يأتي في المقام الأول من اهتمامات حكومته، وأن الحكومة بقيادته لن تتوانى أو تدخر جهداً لتوفر أفضل ما قدمه العالم في أي مجال يعنى بخدمة ورعاية الإنسان.

من لا يعلم أهمية هذه الخطوة لم يشاهد يوماً معاناة أو آلام مرضى السكلر، لم يستمع لصرخاتهم وبكائهم والتي تمتد لساعات دون حل، لم يسمع يوماً إنساناً يتوسل الموت والخلاص من الألم، كل هذه المعاناة جاء الوقت للخلاص منها، وجاء الوقت ليعيش مرضى السكلر حياة طبيعية كما لم يعيشوها قط.

العلاج سيكون خلاصاً لمرضى السكلر وأهاليهم وخلاصاً لكثير من الكوادر الطبية التي تتألم لألمهم وهي غير قادرة على تقديم أي شي لهم بسبب عدم توفر أي علاج وقتها. لذا فإن إقرار هذا العلاج على مستوى الدولة ليس فقط خطوة عادية بل نقلة تاريخية تكتب لسمو ولي العهد رئيس الوزراء على مدى الأيام القادمة، وسيذكرها ويتذكرها من عاشوا أيام معاناة السكلر ويروونها لأبنائهم وكيف جاءهم أبو عيسى بالخلاص من بعد الله، فشكراً لكم.