لا تمنحوهم شرف الانشغال بهم
الأحد 26 / 09 / 2021
حين وضع حمد بن خليفة ميزانية «الإعلام» القطري في بداية توليه الحكم وضع مبالغ خيالية حتى على قياس وقتنا هذا، وكانت على ذاك الوقت تعد جنوناً.
فمن أدار له مشروعه المتعلق بإسقاط الأنظمة العربية وتحويل المنطقة إلى فوضى أقنعه فعلاً بأن «الإعلام» سيكون رأس الحربة التي سيحقق من خلالها طموحه وأحلامه.
وقد كانت نصيحة في محلها حقيقية فقوة «الإعلام» جبارة، ومن خلالها نجح حمد بن خليفة في التحكم عن بعد بعقول شرائح عديدة من المجتمع العربي وتوجيه الرأي العام ودفعه للفوضى.
لم تكن المنظومة الإعلامية التي استثمر فيها تقتصر على قناة «الجزيرة»، هناك منظومة متكاملة تتمثل في شراء صحف وقنوات تلفزيونية وشراء كتاب عرب وأوروبيين وأمريكيين، ثم امتدت تلك المنظومة لتشمل أدوات القوى الناعمة، فنانين ومراكز أبحاث ودراسات ومقاعد في الجامعات ومنظمات ومؤسسات مدنية أوروبية وأمريكية، لم يصرف أمواله على التسليح ولا على بناء القدرات العسكرية ولا حتى الأمنية، ركز فقط على الإعلام وأدوات القوى الناعمة العابرة للحدود.
الشاهد حين سقط المشروع - وقد أوشك أن ينجح - حين تصدت له مصر والسعودية والإمارات والبحرين سقطت معه منظومته الإعلامية سقوطاً مدوياً، الإمبراطورية الإعلامية القطرية الآن تباع قطعها كالخردة، لم يبق منها إلا القليل أبقاها النظام القطري كي يذود بها عن نفسه وكي يناكف بها الآخرين تمويهاً للواقع المؤسف الذي آل إليه المشروع برمته، وكي يبقي على بعض أدواتها من باب الاحتياط أن تعافى المشروع من جديد.
من يقيس تأثير قناة الجزيرة على الشارع العربي اليوم، ويتذكر قياسها في بداية الألفية الثانية، سيعرف أنها قوة سادت ثم بادت، كانت القناة القوة الضاربة لحمد بن خليفة، أما اليوم فالجزيرة تحدث نفسها بلا صدى، ولا حتى ريتويت، تحرض وتسيء وتشتم وتكذب وتفبرك إنما لا أحد يسمعها، ولا أحد يتابع برامجها، فمن يرد عليها هو من يمنحها الأوكسجين الوحيد الذي يهبها الحياة، فلا أحد يعرف ما قالته الجزيرة إلا من خلال من يرد عليها لا منها مباشرة.
دول عديدة اتخذت قرار «بسفهها» أي تجاهلها حتى لا يحيون باطلها، فماتت أكثر، دول أخرى اكتفت بالرد عليها إنما بشكل غير رسمي، أي ليس عبر أجهزتها الرسمية إنما ببرامج على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك كانت الأريحية أكبر في الرد عليهم، والأهم أنهم بامتناعهم عن الرد الرسمي أبلغوا قطر رسالة مفادها هذا هو قدركم، الرد عليكم عن طريق الأفراد في اليوتيوب أو تويتر ومن يرد فيهم الخير والبركة منطقاً وتمكناً، إنما لن نمنحكم شرف الرد الرسمي، فنحن مشغولون بأمور أهم.
وقد وصلت الرسالة، صدقوني قطر تفرح حين يرد عليها أحد، هي تتمنى ذلك وتسعى له، بل هي تتفاخر أنها أجبرت إعلاماً رسمياً أن يرد أو جهة رسمية أن ترد.
هل توقفت قطر عن الإساءة للإمارات أو للسعودية أو للبحرين ومصر؟ لا، لم تتوقف، هل توقف ضررها على مشاريع الاستقرار للأنظمة العربية؟ لا، لم تتوقف، مازالت تعمل ويدها تمتد لمساندة الانقلابات والفوضى والإرهاب في العديد من الدول ولو بدرجات أضعف وأقل، لأن المشروع بحد ذاته تلقى ضربة قاصمة، ولأن الشارع العربي أدرك دور الإعلام القطري فانتهى وبطل سحره، لذلك فإن معظم الإعلام الرسمي توقف عن منح قطر شرف الاهتمام بما يقال في إعلامها ومنظومتها الفاشلة.
فمن أدار له مشروعه المتعلق بإسقاط الأنظمة العربية وتحويل المنطقة إلى فوضى أقنعه فعلاً بأن «الإعلام» سيكون رأس الحربة التي سيحقق من خلالها طموحه وأحلامه.
وقد كانت نصيحة في محلها حقيقية فقوة «الإعلام» جبارة، ومن خلالها نجح حمد بن خليفة في التحكم عن بعد بعقول شرائح عديدة من المجتمع العربي وتوجيه الرأي العام ودفعه للفوضى.
لم تكن المنظومة الإعلامية التي استثمر فيها تقتصر على قناة «الجزيرة»، هناك منظومة متكاملة تتمثل في شراء صحف وقنوات تلفزيونية وشراء كتاب عرب وأوروبيين وأمريكيين، ثم امتدت تلك المنظومة لتشمل أدوات القوى الناعمة، فنانين ومراكز أبحاث ودراسات ومقاعد في الجامعات ومنظمات ومؤسسات مدنية أوروبية وأمريكية، لم يصرف أمواله على التسليح ولا على بناء القدرات العسكرية ولا حتى الأمنية، ركز فقط على الإعلام وأدوات القوى الناعمة العابرة للحدود.
الشاهد حين سقط المشروع - وقد أوشك أن ينجح - حين تصدت له مصر والسعودية والإمارات والبحرين سقطت معه منظومته الإعلامية سقوطاً مدوياً، الإمبراطورية الإعلامية القطرية الآن تباع قطعها كالخردة، لم يبق منها إلا القليل أبقاها النظام القطري كي يذود بها عن نفسه وكي يناكف بها الآخرين تمويهاً للواقع المؤسف الذي آل إليه المشروع برمته، وكي يبقي على بعض أدواتها من باب الاحتياط أن تعافى المشروع من جديد.
من يقيس تأثير قناة الجزيرة على الشارع العربي اليوم، ويتذكر قياسها في بداية الألفية الثانية، سيعرف أنها قوة سادت ثم بادت، كانت القناة القوة الضاربة لحمد بن خليفة، أما اليوم فالجزيرة تحدث نفسها بلا صدى، ولا حتى ريتويت، تحرض وتسيء وتشتم وتكذب وتفبرك إنما لا أحد يسمعها، ولا أحد يتابع برامجها، فمن يرد عليها هو من يمنحها الأوكسجين الوحيد الذي يهبها الحياة، فلا أحد يعرف ما قالته الجزيرة إلا من خلال من يرد عليها لا منها مباشرة.
دول عديدة اتخذت قرار «بسفهها» أي تجاهلها حتى لا يحيون باطلها، فماتت أكثر، دول أخرى اكتفت بالرد عليها إنما بشكل غير رسمي، أي ليس عبر أجهزتها الرسمية إنما ببرامج على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك كانت الأريحية أكبر في الرد عليهم، والأهم أنهم بامتناعهم عن الرد الرسمي أبلغوا قطر رسالة مفادها هذا هو قدركم، الرد عليكم عن طريق الأفراد في اليوتيوب أو تويتر ومن يرد فيهم الخير والبركة منطقاً وتمكناً، إنما لن نمنحكم شرف الرد الرسمي، فنحن مشغولون بأمور أهم.
وقد وصلت الرسالة، صدقوني قطر تفرح حين يرد عليها أحد، هي تتمنى ذلك وتسعى له، بل هي تتفاخر أنها أجبرت إعلاماً رسمياً أن يرد أو جهة رسمية أن ترد.
هل توقفت قطر عن الإساءة للإمارات أو للسعودية أو للبحرين ومصر؟ لا، لم تتوقف، هل توقف ضررها على مشاريع الاستقرار للأنظمة العربية؟ لا، لم تتوقف، مازالت تعمل ويدها تمتد لمساندة الانقلابات والفوضى والإرهاب في العديد من الدول ولو بدرجات أضعف وأقل، لأن المشروع بحد ذاته تلقى ضربة قاصمة، ولأن الشارع العربي أدرك دور الإعلام القطري فانتهى وبطل سحره، لذلك فإن معظم الإعلام الرسمي توقف عن منح قطر شرف الاهتمام بما يقال في إعلامها ومنظومتها الفاشلة.