الرأي

فضيحة سجن النساء في بوشهر

قطرة وقت

القصص التي انتشرت أخيراً عبر تغريدات عن أحوال السجون في إيران وكيفية تعامل السجانين مع السجينات تستدعي النظر من قبل العالم وعلى الخصوص المؤيدين للنظام الإيراني ورافعي شعاراته والمتطوعين للدفاع عنه والمروجين له الذين يتخذونه مثالاً ونموذجاً.

يكفي في هذا الشأن النظر في التغريدة التي نشرتها الناشطة الإيرانية السجينة سبيدة قليان عن وضع عنبر النساء في سجن بوشهر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فيه حيث شرحت جوانب من كيفية تعامل مأمور السجن والمسؤول الطبي فيه مع السجينات، ومن ذلك إجبار بعضهن على خلع ملابسهن في الساحة وغسلهن باللبن والمياه المعدنية وإجبار باقي السجينات على مشاهدة المنظر والصراخ عليهن ومعاقبة كل من تعمد إلى إغماض عينيها.

أما ما يحدث في سجون الرجال من تجاوزات لا يمكن أن تحدث في «بلاد الكفار» فحدث ولا حرج، ويكفي مثالاً الفيديو الذي انتشر أخيراً بعدما تمكنت مجموعة تدعى «عدالة علي» من اختراق كاميرات سجن إيفين ونشرت صوراً للسلوك العنيف لمسؤوليه مع السجناء.

ما يحدث في سجون النظام الإيراني مؤلم، لكن الأكثر إيلاماً هو أن هذا النظام والمهووسين به ينتقدون مراكز الإصلاح والتأهيل في الدول التي تراعي حقوق الإنسان وتلتزم بالمواثيق الدولية ويشهد لها العالم بكل ذلك.

إن مشاهد كالتي وفرتها الناشطة الإيرانية عن سجون النساء في بلادها لا ينظر النظام الإيراني فيها ولا تثير حمية وغيرة مسؤوليه، ذلك أنهم مشغولون بما يصلهم من قصص مبالغ فيها عن مراكز الإصلاح والتأهيل في تلك الدول وبتوظيف ترسانة النظام الإعلامية للنفخ فيها.

وبالتأكيد لا يمكن أن يلتفتوا أبداً إلى القرارات الموجبة التي يتخذها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بشأن العقوبات والتدابير البديلة والتي صدرت أخيرا وتتيح لوزارة الداخلية طلب استبدال العقوبات الأصلية قبل تنفيذها بعقوبات بديلة، ولا يلتفتوا إلى تصريح مهم لوزير الداخلية ملخصه أن 3511 شخصاً استفادوا من العقوبات البديلة.