الرأي

أسوأ لعب الأطفال.. «الكراسي»

منذ يومين غردت عبر حسابي بتغريدة، تتحدث عن أسوأ لعبة لعبناها منذ الطفولة، وهي لازالت تستخدم حتى الآن للأطفال، بزعم كونها لعبة للتحرك، وهي لعبة الكراسي، حيث يكون هناك عدد من الأطفال يفوق عدد الكراسي، وعند انتهاء الموسيقى بشكل مفاجئ، من لا يجد كرسياً، يعتبر خاسراً.

هذه اللعبة، من وجهة نظري البسيطة، رسخت مفاهيم خاطئة جداً لدينا، فنحن حينما نرى أنفسنا قد لا نحصل على كرسي وبالتالي الخسارة، نبدأ بالتدافع، والتشبث بالكرسي مهما حصل.

وحينما نكبر، نطبقها للأسف على أرض الواقع، فنعيد الكّرّة، ونتدافع ليسقط بعضنا بعضاً، بحثاً عن كرسي نتشبث به، ولا يهم ما يحصل للأطراف الأخرى.

ورغم أن معظمنا مسلمين، نؤمن بأن الرزق والقدر مكتوب، ولكن إيماننا به يقل كثيراً، ويرى بعضنا أن الفرص لن تأتينا إلا بعد أن نسقط غيرنا، وندفعه خارج اللعبة.

صحيح أن المناصب بشكل عام محدودة، إلا أنه من قال إن الرزق في منصب فقط؟ أو كرسي مدير؟ بل الفرص موجودة دائماً وفي كل مكان، مهما صغر المنصب أو كبر، وقد يكون في تجارة، أو هواية، أو مهارات كان من المفترض أن نكتسبها بدلاً من الانشغال بضرب الآخرين.

ولكن، ولمحدودية تفكير بعضنا، يرى أنه إما هذه الفرصة، أو سأكون خارجاً، فيبدأ حينها بإخراج أسوأ ما تكنه النفس البشرية من ضغائن، تعرقل العمل، ولا تطوره، بل ربما تهوي به إلى الهاوية.

ولو وضع جميعنا نصب أعينه أن الرزق مكتوب قبل أن نولد، وأن مصلحة العمل والبلد أولى من أي شيء آخر، ولو تفكرنا قليلاً بأن الدنيا دوارة، كما أسقطت غيري سأسقط يوماً، ولو ركزنا بتنمية مهاراتنا الشخصية والعملية، ربما لتوقفنا عن هذه الممارسات.

والأهم، هو أن يتوقف البعض عن الترويج لهذه اللعبة في الحياة العملية، خصوصاً من أصحاب المناصب العليا، ويعمل بروح الفريق الواحد الذي يمتلك كل فرد منه كرسيه الخاص وفق مهاراته وقدراته، وليس عدد كراسي أقل!.

آخر لمحة

مهما كان الشخص يمتلك من الذكاء والدهاء، هناك من هو أذكى وأدهى منه، ومهما قام به تجاه غيره، سيلاقي نفس المصير ولو بعد حين.