الرأي

تجاوزات ميادين بن جدو

قطرة وقت

ليس معلوماً بعد ما إذا كان الإعلان الذي صارت تبثه فضائية «الميادين» مؤخراً عدة مرات في اليوم عن أحد الذين ينفذون حكماً قضائياً ويطالب بإطلاق سراحه مدفوع الأجر أم لا لكن الأكيد أنها تبثه استجابة لتوجيه وصلها من النظام الإيراني المتورط في دعم المجموعة التي ينتمي إليها ذلك الشخص والتي سعت في 2011 إلى قلب نظام الحكم في البحرين.

القناة لم تتناول الموضوع إخبارياً ولكنها تبنته فجاء في صيغة إعلان ومطالبة وعمدت إلى تكرار بثه، وهو ما لا يختلف اثنان على أنه تدخل غير لائق وغير جائز وسافر في شأن لا يخصها ولا ينبغي أن يكون من اهتماماتها، فهي قناة إخبارية ظلت منذ تأسيسها تدعي أنها موضوعية وتنفي علاقتها بالنظام الإيراني.

هذا النوع من الإعلانات والمطالبات سيتوفر بعد قليل في مختلف الفضائيات التابعة للنظام الإيراني والممولة منه إن لم يتم الرد على هذه القناة بالطريقة التي ينبغي أن يرد بها عليها، وكذلك إن لم يتم لفت انتباه النظام الإيراني إلى أن مثل هذا الأمر غير مقبول في عهد رئيس جديد شدد في أول خطاب له بأنه سيعمد إلى حل مشكلات إيران مع جيرانها وأن النظام سيتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وسينشغل بمحاربة الفاسدين وسارقي أموال الشعب الإيراني.

منع قناة «الميادين» من توريط نفسها و «زعيمها» غسان بن جدو من الدخول في هذه المساحة مسؤولية «الحكومة اللبنانية» أيضاً، فهذه القناة تبث من لبنان، والأكيد أن لبنان لا يقبل من الآخرين أن يبثوا إعلانات من هذا القبيل عنه.

من يدعي الموضوعية لا ينحاز ولا يقبل أن يكون محسوباً على هذا الطرف أو ذاك ولا يقبل منه التدخل في شؤون الآخرين.

حق هذه القناة وكل قناة إخبارية بث خبر أو تقرير عن أي حدث في كل مكان، لكن ليس حقها دعم أي جهة تدعي المظلومية وإلا فإنها تصير جزءاً منها.