الرأي

صراع النفس في زمن كورونا

:الله شعور بالاسترخاء ..نفس عميق .. رغم شدة الحرارة إلا أنني في مكان مكيف وأرى أن فيه نسمة هوا بره عرفت لأن الشجر تتحرك أغصانه، أيضاً في حياه بره حركة السيارات ما تتوقف، في عامل بلديه ينظف الشارع اللي جدام بيتنا، في جمال وتفاؤل بيوم جديد حلو.

: اللي يسمعج يقول توصفين فينيسيا ما جنه الحراره جريب الخمسين بره و انت قاعده في بيتكم تحت التكيف اللي لولاه ما قلتي (الله) واللون الأخضر اللي مستانسه عليه أملح أجلح من الغبار، شتشوفين أنا ما أشوفه؟ وين هالجمال؟

:الرؤية عند بعض ناس ما تتجاوز اللي تشوفه عينهم، وعند الناس ثانية تمتد حسب بصيرتهم، يعني كل واحد يشوف حسب مسافة امتداده الروحي.

:وانتي كل يوم تشوفين هالامتداد اللي أنا ما أشوفه؟ كل يوم عندج الدنيا حلوه جذي؟ كل يوم انت إيجابية ومتفائله بهالشكل المستفز؟ ولا جنه في أخبار تغث وناس تقهر وكآبة وملل وضيقة خلق؟

: من قالج؟ أنا يوم جذي، و يوم جذاك، بس الفرق أني أقاوم، أصارع روحي وأفكاري السوده، ما أسمح لها أن اتعشعش في عقلي وتستوطن، من أشوف روحي انشغلت بالبحث عن آخر الأخبار اللي تغث بحجة إني أبي أعرف شقاعد يصير، وشفت معنوياتي نزلت وزادت حدة التوتر والقلق عندي، وضاقت النفس وأعصابي صارت في حالة استنفار وشفت روحي لا إرادياً أزيد من انحداري المعنوي، وعيت حق نفسي في الحال واتصلت بالنجده.

: ولا يردون عليهم ضغط تنتظرين بالساعات يالله يشيلونه.

من هم ذيلين اللي ما يردون؟

: الخط الساخن

: من قالج أقصد ذيلين؟ النجده عندي الاتصال برب العباد، بسرعه أتعوذ فيها من إبليس وأذكر روحي بقدرة رب الجلالة وبرحمته وبحكمته، أتوكل عليه وكأني ألحين اكتشفت التوكل ومعناه، وأنفض غبار القلق بمليون وسيلة ووسيلة، أقوم بسرعه أغير مكاني، أخلق أجواء ثانية مختلفه، يمكن أتسبح وأبخر الحجره وأتعطر وأشرب لي شي بارد يبرد على يوفي، يمكن أشوف أو أسمع شي يضحكني، يمكن أتصل بناس إيجابيه وأستمد منهم طاقتهم، أو يمكن أقوم أشغل روحي بعمل يدوي ينقل الطاقة من مركز التفكير إلى مركز التدبير، أقط التلفون وما أرجع له إلا عقب ساعات، أظل أغير الأسلوب والطريقة، أصارع نفسي بنفسي يومياً وبوسائل متاحة، علشان أقطع حلقة الأفكار السلبية ما أخليها تكتمل وتتحكم وتنغلق.

: وتنجحين؟

: نعم ولله الحمد.. اكتسبت مهارات الصراع النفسي، قويت عضلات الممانعة الإيجابية الي تحارب عضلات الممانعة السلبية، ولو حسبت نسبة الكآبة في حياتي ما خذت أكثر من عشرين بالميه والباقي كله إيجابي ولله الحمد.

: ما تحاتين؟ ما تقلقين؟ ما عندج من تحاتينه وتخافين عليه؟ خاصة وأن كل الأخبار اللي حواليج ما تبشر بالخير.

: أحاتي نفسي نعم وعندي من أحاتيه وأقلق عليه نعم، بس نظرتي للي قاعد يصير فيها توازن ما أشوفها شر ولا أشوفها ما تبشر بالخير، عودت نفسي دايماً على امتداد النظر لأبعد من اللي تشوفه العين، قويت بصيرتي أكثر من بصري.

: من وين؟ من أي احساب بنكي تسحبين القوة شنو هالرصيد اللي ما يكمل؟

: من اليقين بالله اللي اكتسبته من تجارب عمري، من اللي مر علي في حياتي، مريت على أحداث و شفت كل أيام من اللي على قولتج (ما تبشر بالخير) وإذ بأيامي القادمة تكشف أن ذيك الأحداث كانت تبشر بالخير بس أنا ما كنت أشوفه في نفس الوقت وكان صبري قليل، إنما أشوف الخير بعد حين، ومن هالتجارب المتراكمة عرفت أن الخير موجود بس إحنا ما نشوفه، ولا عندنا صبر، لذلك أيقنت بأن الله مدبر للأمور لكن الفتنة والشك بالله تنسيك هذي الحقيقه .

: واليوم اشلون شتشوفينه؟

: أشوفه وأظن فيه الخير ومازلت عند رأيي (الله في هوا بره لأن الشجر تتحرك أغصانه، في حياه بره حركة السيارات ما تتوقف، في عامل بلديه ينظف الشارع اللي جدام بيتنا، في جمال وتفاؤل بيوم جديد حلو).

خميسكم سعيد باذن الله.