الرأي

آخر الكلام

متصل من القراء المتابعين يتمنى علي أن أخفف الوطء على شباب «الإخوان» فهم من المخلصين لوطنهم والمحبين له والمتحمسين لنصرة القضية الفلسطينية، فيطلب أن لا نحرض الدولة ضدهم أو نجيش الرأي العام عليهم ونخسرهم كعماد وعنصر قوة من عناصر الوطن.

وردي كان:

أولاً أخي العزيز لست ممن يفجر في خصومته، فأنا لهم ناصح أمين، وليس هناك سبب «لمعاداة» أو «لخصومة» من أجل المعاداة والخصومة فقط أو بحثاً عن دور أو إثارة «لفتنة»، إنما تحذيري وتنبيهي هو من باب حرصنا على شبابنا أولاً وحرصاً على أمن الدولة ثانياً.

خطابي موجه للدولة كي تنتبه لخطر «التنظيم المركزي» لجماعة الأخوان المتحالف مع إيران، والكلام ينطبق بحذافيره على مجموعة إيران، ننبه أجهزة الدولة لمراقبة عملاء التنظيم المركزي الإيراني.

أما الجزء الثاني من الخطاب فهو موجه للقواعد الشعبية الخليجية لفكر الأخوان ولفكر إيران من غير المنخرطين في العمل الحزبي وهم الغالبية، وأذكرهم فقط، أنكم بدفاعكم بسكوتكم عن تحركات أعضاء التنظيمين، تشكلون «الحاضنة» للتنظيم المركزي، بكم وبرعايتكم وبدفاعكم عن هؤلاء الشباب المنخرط حزبياً، توفرون لهم البيئة الخصبة لحراكهم الميداني لاحقاً، والذي لن يتأخر، فالأمر سيتعدى عاجلاً أم آجلاً مجرد تجمعات لنصرة فلسطين، أو مجرد تعبير عن نصرة قضايا هذين التنظيمين، وسيتعدى سريعاً مسألة حماية الدين إلى حماية قيادات التنظيمين، سيطالبونكم أن تفزعوا لهم بعد أن يبدؤوا حراكهم الميداني.

إيران تحرك عملاءها بأسرع مما تتوقعون، خاصة وإدارة بايدن تلتف على عقوبات إيران قدر استطاعتها، إيران دفعت حماس للتصالح مع بشار الأسد من كان يصدق؟ دفعته لتقبيل يد خامنئي من كان يصدق؟ ولرفع صور قاسم سليماني، دفعته للابتعاد عن دول الخليج ومعاداتهم والتصريح بتحالفه مع إيران علانية، ودفعته لتحريك وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي لعزل الفلسطينيين عن أهل الخليج، حماس أصبحت تعمل بشكل مباشر ضد أمن دول الخليج لا يحتاج الأمر لمحلل سياسي بل خط ظاهر شاهر ومعلن، لذلك فإن إصرار فلول التنظيم الأخواني الخليجي على نصرة «حماس» ورفع صور قياداتها وتأييدها هو معاداة واضحة لدولنا ولأنظمتنا ولقياداتنا، وقوفكم مع قيادات حماس هو وقوف مع إيران «صبه حقنه لبن» مهما فعلتم فالإنكار غير مجدٍ.

المضحك أعزائي فلول التنظيم الأخواني في الخليج أنكم مسخرون لخدمة قيادات التنظيم من الجنسيات الأخرى كالمصريين والفلسطينيين، أنتم لا تخدمون قضاياهم المرفوعة شعارها، أنتم لا تنصرون شعب مصر أو شعب فلسطين، أو الدين، أنتم مسخرون مقادون مسحوبون لخدمة طاقم هنية وطاقم المصريين في تركيا وقطر من أجل وصولهم هم للسلطة اعتقاداً منكم أنكم تخدمون الإسلام!

وجدوا فيكم الطيبة ولن أقول السذاجة أو وصفاً آخر، لخدمتهم شخصياً كأفراد، فمنكم التمويل ومنكم خلق الفوضى في دولكم ومنكم تحريض الشعوب على أنظمتها ومنكم زعزعة أمن المنطقة، إنكم هدية ثمينة ودجاجة تبيض لهم ذهباً.

هذه القيادات تعادي دولنا وتعادي أنظمتنا وتعادي شعوبنا علانية دون مواربة، وتتحالف مع إيران دون مواربة، هذه القيادات تشتم قيادات الخليج وتحرض وتشجع على شتمهم، وتلك القيادات الخليجية لها فضل كبير على البحرين بل ولها فضل على «الأخواني الخليجي» شخصياً حين يتمتع بمزايا دعمهم المتواصل لنا ثم يأتي بكل جحود يلمز ويغمز فيها، سؤال لمناصري حماس، من هو أقرب لكم؟ من قدم لكم يد العون؟ من يقف معكم في السراء والضراء؟ قيادات الخليج أم قيادات حماس؟ ما لكم كيف تحكمون؟ فكيف تريدني أن أخاطب من يناصر تلك القيادات المعاديه لنا من البحرينيين أو من الخليجيين؟ أو كيف سأتحدث معها؟

أراهم وهم يقودون شبابنا وأبناءنا ذات اليمين وذات اليسار يلعبون بهم وبمصائرهم يسخرونهم لخدمة خامنئي وهنية ونصر الله وتأخذني الرأفة بهم؟ أراهم يستغفلون عقولنا حين يدعون «الوطنية» وهم يضعون يدهم في يد أعدائنا وأسكت عنه؟

إن أردتم مناصرة الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة فكل الطرق مفتوحة أمامكم، فمملكة البحرين وكل دول الخليج حتى تلك التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل، جميعها تناصر ذلك الحق وتمد يد العون سياسياً ودبلوماسياً ومادياً للشعب الفلسطيني في كل محفل، إن أردت مساعدتهم فلتتوجه لهم كشعب كسكان كمجتمع لا حاجة لأن تضع يدك في يد حلفاء إيران كيف تناصر قضيتهم.

إن أردتم مساعدة الشعب الفلسطيني فاطلبوا من القيادات التي أطبقت على خناقه في القطاعين، أن تتنحى وتترك القيادة لمن نجح في عرض قضيته العادلة أمام المجتمع المدني وكانوا شباباً دون أسماء معروفة ولا ينتمون لتلك الفصائل الفاشلة التي تحتفل في الدوحة وجثث الأطفال تُنتشل من تحت الأنقاض في غزة.

لا تعتقدون أنكم بحملاتكم الممنهجة ستنجحون في تصوير من يختلف مع حماس أو مع هنية على أنه متصهين، ذلك منهج ومدرسة أكل عليها الدهر وشرب، بل أنكم الآن في صف من كان يتهم ويصف كل من يعادي خامنئي بأنه متصهين، أصبحتم الآن فريقاً واحداً مع الأسف.

وهذا ما نحذر منه الدولة وننبه له، فالتنظيمان الآن متحالفان ويتحركان ميدانياً في أكثر من بلد عربي بتنسيق تام بين قياداتهم المركزية «الإيرانية والفلسطينية والمصرية»

فإن أراد «الأخوان» أن نخفف الوطء عليهم فلينفصلوا فعلاً لا قولاً، وينفصلوا الآن لا بعد أن تقع الفأس في الرأس مثل المرة السابقة عن التنظيم المركزي، فالمؤمن لا يلدغ من جحر أكثر من مرة، وإلا احنا غلطانين؟!!

عذراً على الإطالة وهذا آخر الكلام.