الرأي

مشاعل التنوير..

كانت حقيقةً الكلمة التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وساماً يُعلق على صدر كل إعلامي وصحفي حين بدأ جلالته بوصف أصحاب الكلمة المسؤولة بأنهم «مشاعل التنوير والوعي والإبداع الفكري»، هذه الكلمات تؤكد مكانة رجال الصحافة والإعلام لدى جلالته وما يقدمونه بكل أمانة ومهنية للرأي العام من رسالة وطنية تضع مصلحة البحرين فوق أي اعتبار بعيداً عن أية مصالح شخصية، والمواقف الوطنية تسجل للصحافة البحرينية المشهود لها في الوقوف وقفة جادة ضد كل ما يمس أمنه واستقراره وحماية الأمن القومي.

وتأتي هذه الرسالة والكلمة من لدن جلالة الملك للصحافة في يومها العالمي في ظل التعاون البنّاء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في مناقشة تعديلات قانون تنظيم الصحافة للخروج بقانون عصري متطور يلبي تطلعات الجميع، هذا التقدير الكبير من جلالته يحمّل كل إعلامي المسؤولية الذاتية في وضع الوطن نصب عينيه مهما كانت الظروف، وما حدث في جائحة كورونا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على الدور الإعلامي باعتباره كما قال جلالة الملك شريكاً فاعلاً ضمن فريق البحرين الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الذي يولي الصحافة ورجال الإعلام المكانة من التقدير لدورهم وما لقاء سموه برؤساء تحرير الصحف المحلية إلا خير دليل على ذلك.

كما أن جلالة الملك حفظه الله ورعاه وانطلاقاً من دور وأهمية الكلمة في تحقيق المنفعة العامة وترسيخ الأمن المجتمعي فقد وجه إلى إعداد مشروع قانون جديد وشامل لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف وازدراء الأديان في وسائل التعبير عن الرأي بجميع صورها وأشكالها، فهذا المشروع إذا ما رأى النور سيكون كفيلاً بتعزيز ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال وعدم التطرف في الأفكار التي تثير الطائفية والفتنة بين الأديان والثقافات، كما أنه سيكون رادعاً لكل من يستغل وسائل الرأي العام في بث خطابات الكراهية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبث روح العنف والإرهاب، وهذا ما عانت منه البحرين ولا تزال من بعض منحرفي الفكر الذين يتبعون جهات خارجية لا تريد الخير لهذا الوطن.

* همسة:

في يوم الصحافة العالمي والاحتفاء بالصحفيين والإعلاميين الذين قدرهم جلالة الملك حفظه الله ورعاه في كلمته بهذه المناسبة، نرى عيسى قاسم يصدر بياناً يهدد ويتوعد كتاب البحرين الوطنيين الذي كانوا ولازالوا يدافعون عن هذا الوطن بالكلمة الصادقة النابعة من الخوف على ترابه ومنجزاته التي تحققت في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى الذي قال في كلمته «ستبقى مملكة البحرين منارة للإبداع والمعرفة، ومثالاً عالمياً في التسامح والتعايش الإنساني والحضاري».