الرأي

رمضان على الأبواب.. ولكن!

أيام تفصلنا عن قدوم شهر رمضان المبارك ليحل علينا ضيفاً عزيزاً كريماً يفتح لنا أبواب الخير بقدومه، شهر ينتظره الكبير والصغير الصائم والمجاز بالإفطار، حتى غير المسلم يستشعر بروحانية هذا الشهر وفضائله في المجتمعات المسلمة، نأمل في هذا الشهر الكريم أن نكون فيه قدوة طيبة وعلى قدر من المسؤولية في احتضان رمضان بما يعكس الصورة الصحيحة للشهر الفضيل للشعوب الأخرى، بعيداً عن الغلو في جميع الممارسات والسلوكات خلال هذه الأيام المباركة التي قد تبين السلبيات بدلاً من الإيجابيات العديدة.

رمضان الماضي كنا محاصرين مع الجائحة ومازلنا، ولكن لله الحمد ابتعد الكثيرون عن مظاهر البذخ والإسراف في الموائد والعزائم والغبقات، حتى موائد إفطار صائم انحصرت في توزيعها فقط بدلاً من إقامتها في المساجد، وعليه يجب الالتفات هذا العام إلى هذه النقطة أيضاً بحكم أن المساجد تستقبل المصلين لأداء جميع فروض الصلوات الخمس، ونرجو من الجهات المعنية عدم السماح لإقامة مشاريع إفطار صائم في المساجد والاكتفاء بتقديم كوبون خاص لشراء مواد تموينية غذائية أو كوبونات خاصة بالمطاعم لتقديم وجبة الإفطار كإفطار صائم، وذلك منعاً للتجمعات التي تسبب ارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس.

العام الماضي أيضاً انتشرت ظاهرة جميلة في مجتمعنا ألا وهي مشاريع خيرية لتسديد ديون المعسرين والغارمين من المسجونين وإخراج الزكاة والصدقات لمساعدتهم، نتمنى من الجهات التي تبنت هذه المشاريع العام الماضي أن تواصل وتزيد هذه المساهمات الطيبة في المجتمع هذا العام أيضاً حتى تطمئن الأسر المعسرة من هذه الديون التي أثقلتهم وأتعبتهم.

نرصد دائماً كمستهلكين وخاصة في رمضان استغلال بعض التجار حاجة الناس للمواد الغذائية، فترتفع أسعار السلع وأحياناً يتفاوت سعرها من مكان إلى آخر أو إعطاء السلعة أكثر من ثمنها الحقيقي وهنا يأتي دور الرقابة المتمثل في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة طيلة الشهر الكريم، مع الحرص على تشديد الغرامات أو العقوبات القانونية لكل من تسول له نفسه احتكار السلع أو استغلال الشهر وحاجة الصائمين.

وأخيراً أكرر التماسي بالنسبة إلى الدوام الرسمي في رمضان وتقليصه ليكون أربع ساعات مراعاة لروحانية الشهر والمسؤوليات الأسرية الملقاة على الموظف بالإضافة إلى مراعاة الحالة الاستثنائية التي تحاصرنا في الارتفاع الملحوظ في عدد المصابين بفيروس (كوفيد19).