الرأي

شرعية التعاون مع إسرائيل

مباشرة بعد الإعلان عن إقامة بعض الدول العربية علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل اعتبر المتحفظون على هذا القرار السيادي تلك الدول هدفاً مشروعاً وتسارعوا إلى وضع خطط الإساءة إليها وشحن مواطنيها ضدها. أولئك يعتبرون كل تعاون بين هذه الدول وإسرائيل أمراً مخالفاً للسنن الكونية وينبغي ألا يكون، متناسين أن حصول التعاون في أي مجال بين أي دولتين تقرران قيام علاقات دبلوماسية فيما بينهما أمر طبيعي.

ليس من العقل ولا من المنطق أن يصير بين هذه الدول وإسرائيل علاقات طبيعية، رسمية ومعلنة ولا تعمد إلى الاستفادة من المجالات المعروف تقدم إسرائيل فيها. عندما تستفيد هذه الدول من تقدم إسرائيل وتميزها في مجال الري مثلاً أمر طبيعي بل ينبغي أن يحدث، وكذلك عندما تستفيد من تقدمها في العلم وخصوصا الطب، وهكذا في مختلف المجالات، فإسرائيل اليوم لا تختلف عن الدول الأخرى التي تقيم معها هذه الدول علاقات دبلوماسية، ولا غرابة في التعاون بين الدول وإلا ما قيمة العلاقات إن لم تستفد الدول من خبرات ونجاحات بعضها البعض؟

حصول التعاون في أي مجال بين الدول التي وقعت اتفاقات السلام مع إسرائيل صار أمراً وارداً في كل حين لأنه طبيعي ولأنه مطلوب، والذين يتخذون هذا الأمر ذريعة للتهجم والإساءة للدول التي اختارت نهج الواقعية إنما يعبرون عن قلة استيعابهم لطبيعة العلاقات بين الدول وكيفية استفادة بعضها من بعض.

للتذكير، خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات سئل الخميني إن كان وارداً قيام إيران بشراء السلاح من إسرائيل فقال بوضوح إنه لن يتردد عن شرائه من الشيطان عندما ينقص مخزون بلاده منه.

للتذكير أيضاً، عندما أصيب القيادي الفلسطيني صائب عريقات بكورونا تم إدخاله مستشفى في إسرائيل وتلقى العلاج على أيدي أطباء إسرائيليين.

نحن اليوم في حرب مع أمراض خطيرة و«بلاوي» كثيرة تتطلب منا التعاون مع الجميع لننتصر.