الرأي

استشراف وظائف المستقبل

تؤكد العديد من الدراسات العلمية بأن طبيعة الوظائف المستقبلية ستعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا مما سيؤدي إلى إلغاء العديد من الوظائف الحالية وفي المقابل ستفتح أبواباً لوظائف جديدة تلبي متطلبات التقدم التكنولوجي، كما ورد في المنتدى الاقتصادي العالمي في سنة 2018 أن 75 مليون وظيفة سوف تختفي خلال الخمس سنوات المقبلة وفي المقابل سوف تتوفر 130 مليون وظيفة جديدة. وهذه الوظائف الجديدة سوف تعتمد اعتماداً كلياً على تخصصات لها علاقة بالتكنولوجيا، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا المقال سوف يعطينا لمحة بسيطة عما سيكون عليه مستقبل الوظائف في عام 2030 وسوف يعرفنا على أهم الوظائف المستقبلية التي سوف توفر للأجيال القادمة أو مايطلق عليه جيل ألفا «Generation Alpha» وهم الأشخاص المولودون بعد عام 2010. الثورة الصناعية الرابعة ستؤدي إلى تغير كبير في طبيعة الوظائف التي يمارسها الإنسان. «كلاوس شواب» «Klaus Schwab» مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي «World Economic Forum» عرف الثورة الصناعية الرابعة في كتابه «الثورة الصناعية الرابعة». يقول شواب إن الثورة الصناعية هي ظهور تكنولوجيا جديدة وطرق مبتكرة لرؤية العالم من حولنا والتعامل معه مما يقود إلى تغييرعميق في البعدين الاقتصادي والاجتماعي.

ومن بعض تقنيات المستقبل المنازل الذكية، الطباعة ثلاثية الأبعاد، السيارات ذاتية القيادة، تقنية التصوير الحسي، حوسبة الكم والسفر للفضاء. وبسبب هذه التقنيات الجديدة سوف يزداد الطلب على وظائف مثل: محللو البيانات، أخصائيو الذكاء الاصطناعي، أخصائيو التحول الرقمي، خبراء في التصنيع البيولوجي، مطورو ومحللو البرامج والتطبيقات، أخصائيو التطوير التنظيمي ومتخصصون في المبيعات والتسويق. وفي المقابل سوف تتراجع بعض الوظائف ومنها مدخلو البيانات، موظفو البريد، موظفو خدمة العملاء، المحاسبون والمدققون الماليون، عمال التجميع والمصانع، السكرتارية الإدارية والتنفيذية.

إن مملكة البحرين بقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، قامت بعمل الدراسات ووضع الخطط الاستراتجية لتواكب هذا التطور في ثورة المعلومات التكنولوجية ولتجعل البحرين في مصاف الدول المتقدمة للتعامل مع هذا التطور. ويتضح هذا جلياً في رؤية 2030 لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، التي رسمت ملامح واضحة للتطوير والنمو الاقتصادي بما يعكس جهود المملكة وحرصها على بناء حياة أفضل لكافة أفرادها. ومن خطط جامعة البحرين للتكيف مع هذه التغيرات المستقبلية وتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلي قامت الجامعة بطرح العديد من البرامج الدراسية الجديدة التي تكسب الطلبة العديد من المهارات التي لا تعتمد على اكتساب المعارف فقط.

ومن الأفكار المطروحة استشرافاً لوظائف المستقبل فإن التكنولوجيا الحديثة والمتطورة بكافة أشكالها وأنواعها سوف تطغى وبشكل كبير على العمل وساعاته في المؤسسات والشركات.

* أستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات - جامعة البحرين