الرأي

لا يلدغ البحريني من جحر مرتين

هذه حقيقة يؤكدها شح التفاعل مع الدعوات السالبة التي انطلقت منذ بداية العام الجديد من الخارج للتأثير على يوم الميثاق الذي يحتفل به شعب البحرين في 14 فبراير من كل عام والذي يصادف أيضاً احتفال العالم بعيد الحب.

ما لقيه البحريني من أولئك الذين عمدوا إلى التأثير على عقله وقراره في 2011 كان كثيراً، وعلى عكس ما كانوا يرمون إليه تبين له وبما لا يدع مجالاً للشك أنه كان مخدوعاً وأن الشعارات التي تم رفعها لم يكن المراد منها تحسين معيشته والارتقاء بحياته وإنما خدمة من يقف من وراء رافعيها ولا يزال يعتبرهم أدوات لتحقيق غاياته ومراميه.

كل البرامج التي قامت بإعدادها الفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من النظام الإيراني للتأثير على البحريني لم تؤثر عليه، وكذلك فشلت كل المواقع الإلكترونية في تحقيق ما أريد منها، ولم تفلح أقوى التغريدات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير عليه وجعله يعيد النظر في ما وصل إليه من قناعة مفادها أنه كان وسيلة وليس غاية وأنه كان مخدوعا ومطعونا، وأن عليه ألا يسمح لأحد أن يتلاعب به ويصادر عقله وتفكيره وإرادته مرة أخرى.

الأمر الذي ينبغي أن يعلمه أولئك جيداً هو أن المواطنين الذين خسروا أبناءهم أو تضرر مستقبلهم ولا يزالون يدفعون ثمن ما تورطوا فيه لا يريدون منهم سوى أن يبتعدوا عنهم وألا يعاودوا الكرة، وهذا هو نفسه الذي يريده منهم كل مخلص لهذا الوطن.

لا شيء يمكن أن يؤثر على البحريني اليوم، خصوصا بعد الذي شهده من مشاريع وخدمات موجبة قامت بها الحكومة في السنوات العشر الأخيرة للارتقاء به ومثالها الواضح جهود تصديها لفيروس «كورونا» رغم ما تعانيه من صعوبات اقتصادية يمر بها العالم أجمع.

الحقيقة التي على أولئك استيعابها جيدا هي أن البحريني لا يمكن أن يلدغ من الجحر نفسه مرة أخرى.