الرأي

برافو لوزيرين

وزيران، الأول نفذ بحرفية التوجيهات الملكية، والثاني وضع للتوجيهات برنامجاً واضحاً محدداً لترجمتها لأول مرة.

إذ رأينا توجيهات جلالة الملك منعكسة ومترجمة ترجمة رائعة في محطتين بارزتين في هذا الأسبوع، وسنلقي عليهما الضوء، اليوم.

الأولى توجيهاته حفظه الله ببحرنة المطار كواجهة البلد الأولى، ولا نقصد بالبحرنة أن تكون الوجوه التي تستقبلك وتخلص معاملاتك الجمركية والحجوزات وبقية الخدمات اللوجستية والسوق الحرة هي وجوه بحرينية فحسب، بل أن يكون مطارك الدولي مسوقاً لهويتك الوطنية من جميع النواحي وهذا ما رأيناه في المطار الجديد.

الموظفون بحرينيون أولاً في كل موقع ثم الهوية البحرينية في تصميمك الهندسي ثم في سوقك الحرة حيث منتجاتك بحرينية تتجاور مع الماركات العالمية من ملابس ومن مطاعم ومن ثم في اللمسة الفنية للوحات والأعمال الفنية المعروضة لفنانين بحرينيين ومكتبة للكتاب والمثقفين البحرينيين ثم شاشتك بحرينية وأخيراً وليس آخراً متحفان يتحدثان عن عمق الحضارة البحرينية وتلك هي أهم كنوزنا الترويجية، لمسة بسيطة لكنها عميقة كنا نتمنى أن يكون لها انعكاس ورمزية في المطار ولم نجدها فيما تابعناه من تغطيات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي عمر وتاريخ التعايش الديني والتسامح في البحرين حيث الكنيس والكنيسة والمسجد متعايشان جنباً إلى جنب منذ مئات السنين ليعرف من يدخل وطننا ويزورنا أن التعايش في البحرين مكون أساس وأصلي على هذه الأرض وعمره من عمر الأديان وهذه واحدة من أهم عناصر هويتنا البحرينية، عدا ذلك فإن التوجهات الملكية لقيت من يعكسها بمهنية وحرفية عالية في المطار الجديد، تؤكد على حقيقة ثابتة، أنه إن لم تكن لديك الثقة والاعتزاز بهويتك الوطنية كركيزة أساسية من خلالها تسوق نفسك كبلد يرحب بالزائر فأنت بلد هش لا جذور له. نشد على يد كل من نفذ تلك التوجيهات بدءاً من الوزير ولكل الفريق الذي معه.

المحطة الثانية التي عكست التوجيهات الملكية السامية تلك المتعلقة بالأمن الغذائي وهي توجيهات ذكرها جلالته في خطابه السامي في افتتاح دور الانعقاد التشريعي تؤكد على أهميتها فعلى الأقل بدأنا نضع رؤية مرهونة بنسبة محددة من تغطية الاحتياجات المحلية، حيث أعرب وزير البلديات عن تأسيس شركتين على أن تساهما في زيادة ورفع مستوى الإنتاج الزراعي بما نسبته 20% من الاكتفاء المحلي الزراعي و62% من الإنتاج المحلي السمكي.

وأعلن الوزير عن الخطوات التنفيذية التي خطتها الوزارة لتحقيق تلك التوجيهات الملكية وهي خطوات عملية ملموسة قابلة للتحقيق والتنفيذ، خصصت لها الموازنة وعينت لها الجهات التنفيذية، بل خصصت لها المواقع وكذلك الشركاء المحليون والإقليميون المنفذون، والأهم ربطها بجدول زمني ماذا بقي إذاً؟

بقي علينا مراقبة الأداء ورؤية تلك النسبة التي وعد بها الوزير تتحقق فعلياً، ونشد على يد الوزير والفريق الوطني وكل من ساهم في بلورة تلك التوجيهات ببرنامج واضح المعالم للمرة الأولى.

بقيت حاجة مهمة دائماً ما تفسد علينا فرحتنا بل وتفسد علينا طبختنا، وهي وجود آلية ثابتة للمتابعة والتقييم وقياس الجودة من أجل استدامة الإنجازات كي نحافظ على إنجازاتنا ونجاحاتنا، فنحن في البحرين لنا الفخر في البدايات الجميلة نحن أول من بدأ التعليم أول من بدأ الخدمات الصحية وأول في البلدية وأول في الشرطة و.. و.. و..، ثم بعد زمن نجد أنفسنا نعود للخلف ويسبقنا الآخرون لأننا لا نعطي للمتابعة والتقييم وضمان الجودة أهمية تتساوى مع أهمية ابتكارنا وتقدمنا. وبالنسبة للطيران المدني والمطار وبالنسبة للهوية الوطنية وبالنسبة لأمننا الغذائي كانت البحرين في الصدارة في منطقتنا ولكن ماذا حدث؟

هاتان المحطتان اللتان عكستا التوجيهات الملكية السامية هناك فرصة أن نعود للصدارة في تلك القطاعات، ولكن كما قلنا الأمر يحتاج لوجود آلية ثابتة للتقييم وضمان الجودة فلا نكون كالمطاعم التي يكون الطباخ الماهر هو سبب شهرتها، ثم يستخسر صاحب المطعم راتب الطباخ فيستبدله بآسيوي كان يقطع البصل للشيف! وبعد فترة وحين يفقد المطعم زبائنه يتساءل صاحبه لماذا يا ترى ما الذي حدث؟!!