الرأي

خوش حياة.. عندما يكون الخوف ايجابياً

في إحدى المحاضرات سألتني أحدى الفتيات على استحياء عن قول سمعته وتريد التأكد من مدى صحته ألا وهو "عندما يريد الإنسان القيام بعمل ما وكان لديه خوف فلا بد أولاً من التغلب على خوفه".

ورددت عليها كالتالي: "قد يكون الخوف أحياناً صحياً ومطلوباً وضربت لها مثلاً لو طلبت منك إحدى الصديقات الخروج بدون علم والديك أو التعرف على شاب وتجربة مواد ضارة ومخدرة وكان الخوف سبباً لعدم القيام بتلك السلوكات الخاطئة فهذا خوف يجب أن يستمر، بل لا بد من تعزيزه لأنه الحصن الواقي من الوقوع في مسالك الخطر".

لكن لو كان الخوف مثلاً يمنعك من التحدث أمام طالبات الصف أو الطابور المدرسي أو يمنعك من تجربة تعلم مهارة جديدة أو ممارسة هواية مفيدة هنا يكون الخوف سلبياً ولا بد من مواجهته والتغلب عليه حتى لا تكوني أسيرة له ويمنعك من الانطلاق لاكتشاف شغفك في الحياة.

وفي الغالب الأعم نحن نكتسب الخوف ولم نولد به. وعليه كما اكتسبنا الخوف يمكننا أن نكتسب سلوك عدم الخوف أيضاً؛ فالخوف عبارة عن "حكم خاطئ يبدو حقيقياً في عقول الخائفين فقط"، فخذ مثلاً الخوف من الطائرة سنجد أن الشخص الذي يخاف منها يحكم عليها أنها عرضة للوقوع أو الخطف ويصاب بتغيرات فسيولوجية ونفسية عند ركوبها في حين الشخص الذي يهوى السفر بالطائرة يراها وسيلة ممتعة ومريحة ولا يمانع من تكرار السفر بها وهي في الحقيقة وسيلة سريعة للمواصلات وآمنه مقارنه بعدد حوادث الطرق.

* خلاصة القول:

هناك نوعان من الخوف الأول، سلبي والثاني إيجابي، لكن كلاهما القصد منه إيجابي؛ فالأول وإن كان يحد من قدراتنا فوراءه نية حسنة، وهي منع الإحراج أو الفشل، لذلك يجب أن نقدر لأنفسنا ذلك الحرص حتى نستطيع التغلب عليه. والثاني يمنعنا من الوقوع في المحظور لذا يجب تعزيزه.

* مدير شؤون العضوية وجودة الحياة بجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية