الرأي

لماذا تربك طهران ضم الخليجيين للاتفاق النووي؟!

يبدو أن طهران فقدت زمام الفعل الواعي، بردها على مقترح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عندما طلب ضم السعودية والإمارات للاتفاق النووي بين طهران والعالم. فقد شن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هجوماً غير مبرر على الخليجيين بنعوت قدحية حاول تغليفها بأن طهران ترحب بالحوار داخل المنطقة – ثم يأتي الاستثناء العظيم – من قضية الحوار في نقاط:

- إذا كانت دول الخليج تقصد الحوار حول الاتفاق النووي، نقول إنه ليس من المقرر التفاوض مجدداً حول الاتفاق النووي.

- الاتفاق النووي قضية تمس الأمن القومي الإيراني ولا علاقة لأحد به سوى إيران.

-على دول الخليج أن تعرف المستوى الذي هي فيه والتحدث وفق مقامها.

- طهران تهمها الخطوات العملية التي سيتخذها الرئيس جو بايدن، وطهران في انتظار الإجراءات التي سيتخذها.

وفيما سبق غطرسة إيرانية معتادة تدعو للسخرية، جراء ارتباك تلبس طهران منذ الإعلان عن ضم الخليجيين للاتفاق النووي، بل وبرنامج الصواريخ الباليستية أيضاً ومرد ذلك الارتباك أسباب كثيرة منها:

- جبن سافر من توجيه اللوم للخليجيين وتحاشي مهاجمة صاحب الاقتراح.

- أن دول الخليج تعرف كيف يتنفس الإيرانيون وليس كيف يناورون فقط فالتواصل الدائم بين ضفتي الخليج جعل من السهل ملاحظة أي ارتباك في سلوك الإيراني حين يكون مذنباً.

- التداخل الاجتماعي والاقتصادي بل وحتى السياسي يجعل لدى الخليجيين قدرة اختراقهم استخباراتياً بيسر أكثر من الغرب.

- الجيرة المرعبة من بوشهر ستجعل الخليجيين أكثر تشدداً من مفتش أممي من نيوزلاندا أو أيسلاندا أو فنلندا لأننا المتضرر الأكبر.

- التفتيش الخليجي مهما بلغ من عدم الكفاءة سيكون أفضل من أن تفتش طهران على نفسها كما كان الحال سابقاً عبر الإجابة عن بعض الأسئلة كل ستة أشهر دون دخول أحد للمواقع العسكرية.

- يتمنى شباب ايران عيش نمط حياة دبي والكويت فللخليجيين كمسلمين مرفهين صورة مثالية في طهران، وعليه فهم محل ثقة الشعب الإيراني، وأية معلومة خطرة عن تصرفات النظام ستفقده شعبيته.

* بالعجمي الفصيح:

غطرسة طهران ليست سبب رفض دخول الخليجيين للاتفاق النووي، بل لأن من يديرون بيت طهران رجال عابثين بحي محترم، ولن يكشفهم إلا أهل الحي نفسه.

* كاتب وأكاديمي كويتي