الرأي

عام 2020.. ومن فارقوا قلوبنا

آن لهذا العام الثقيل أن ينجلي، بأمل أن يكون عام ٢٠٢١ حاملاً لبدايات إيجابية، خاصة في ظل ما عانته البشرية في عام ٢٠٢٠ بسبب وباء فيروس كورونا.

وأكثر من ذلك، فهو عام أثقل قلوبنا بآلام فقد أشخاص غاليين، أشخاص كانت جُل أمانينا أن يمد الله في أعمارهم ويديمهم في حياتنا، نستذكرهم بكل ألم وندعو الله أن يسكنهم فسيح جناته.

فقدنا في هذا العام والداً غالياً، ومؤسساً عظيماً وبانياً للدولة البحرينية، ونبضاً خالداً في قلوبنا، فقدنا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، الرجل العظيم الذي لا يمكن أن توفيه البحرين وأهلها قدره نظير أفضاله وعمله، وفي عيدنا الوطني الذي مر علينا لأول مرة بدون وجوده بيننا، استذكرنا البدر الذي ينير الليلة الظلماء، ترحمنا على الأمير خليفة فقيدنا العزيز داعين المولى عز وجل أن يسكنه أعلى مراتب الجنان.

فقدنا في هذا العام أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، الرجل الذي أحببناه لإنسانيته وحبه للخير، وعزاؤنا للكويت الغالية ولجميع الخليجيين والعرب على فقد رجل لا يتكرر.

فقدنا هرم الرياضة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الرمز الرياضي البحريني الأصيل، الرجل الذي اقترن اسم رياضتنا به، والذي فرحنا جميعنا ومعنا كل الخليج حينما فازت البحرين ببطولة كأس الخليج، وكأن الفائز به هو بوعبدالله الغالي الذي تحققت أمنيته بعد نصف قرن من انطلاق البطولة.

في هذا العام اعتصر الألم قلبي كثيراً، فقدت جدتي الغالية، المرأة التي تربعت وسط قلبي طوال سنوات حياتي، الأم الحانية، والحبيبة التي كانت تجمع كل أواصر عائلتنا عبر حنان قلبها، رحمة الله عليها.

أصدقاء أعزاء فقدتهم وكم كنت أتمنى أن تجمعني بهم لحظات أخيرة، الشيخ محمد بن سلمان بن عبدالله الذي غادرنا بالأمس لجوار ربه، صديق الدراسة، والإنسان الجميل بأخلاقه وتواضعه وحبه للخير، غادرنا وهو في ريعان شبابه، فرحمة الله عليه، والعزاء لوالده الإنسان الطيب معالي الشيخ سلمان بن عبدالله ووالدته سمو الشيخة ثاجبة أطال الله في عمرها، الشيخة التي لا تتكرر بطيبتها وأفضالها وإنسانيتها.

وقبل الغالي الشيخ محمد، فقدت صحافتنا قلماً جميلاً، وإنساناً راقياً، الزميل فاروق ألبي، رجل حمل في قلبه الذي كان يقاوم المرض، حمل كل الحب للناس، وكل الجمال الذي يمكن وصفه في إنسان.

رحل في هذا العام الكاتب العظيم الدكتور نبيل فاروق، الروائي الذي كبرنا على إبداعه، وكان سبباً في حبي للكتابة والصحافة، فرحمة الله عليه.

ولن أنسى ما أحزنني أيضاً بالأمس، رحيل طبيب الأطفال المعروف الدكتور محمد حراز، طبيب له مكانة أثيرة لدى شعب البحرين، إنسان رائع بكل معنى الكلمة، أطفالنا أحبوه، عالجهم بكل حب وأبوية، مثواه الجنة بإذن الله.

عام ثقيل آلم قلوبنا، رحم الله من فقدناهم وأسكنهم فسيح جناته، وكتب الخير للجميع في عام جديد يحمل الخير والأمل بإذن الله.