الرأي

العلاقات الأمريكية البحرينية إن فاز بايدن

فلول الربيع العربي أيتام أوباما هللوا وفرحوا للأخبار التي تؤكد فوز بايدن على ترامب لاعتقادهم أن بايدن قادر على أن ينفخ في روح جثة "الربيع العربي" من جديد وينجح في ما فشل فيه أوباما وهيلاري كلنتون!

للعلم بدون أذرع التآمر فلول إيران والإخوان لن تقوم للربيع العربي قائمة، فلا جزء ثانياً ولا ثالثاً سيكون، وليكن في علمنا أن خدم إيران والإخوان كانوا هم أدوات المشروع وقوته الضاربة في دولنا العربية، ولولاهم لما تمكنت الفوضى ولما سقطت الأنظمة، وفلولهم ومن تبقى منهم وخلاياهم النائمة ستنشط هذه الأيام والأيام اللاحقة لتقيس مدى تأثير الإدارة الجديدة على قراراتنا، التجارب ستكون للاثنين "للإدارة الجديدة وللفلول"، سيبدؤون في زيادة جرعة أعمال الفوضى وسيتحدون القانون -أي قانون- الخلاصة سيحاولون قياس مدى جدية الدولة، فإن أوصلنا نحن الرسالة للفلول وللإدارة الأمريكية الجديدة -إن فاز بايدن- واضحة بلا لبس أنه لا عودة للوراء، فإن أوراقهم وضغوطهم لن تنفع ولن تجدي.

أما لو تراخينا ومنحناهم فرصة -ولو صغيرة- معتقدين أنها لن تؤثر علينا، وربما ستستميل هذه الإدارة وتظهرنا بمظهر المرنين الراغبين في فتح صفحة جديدة مع هذا الحزب، فإنها والله ستكون هي البداية، ولن نستطيع أن نوقف سبحة التنازلات!

تذكروا أن التحالف الرباعي السعودية ومصر والإمارات والبحرين كانوا السيف البتار لربيعهم وعند قلعتنا تساقط الخونة إبان حقبة أوباما ذات نفسه، ونظفت الدول الرباعية الناجية ترابها الطاهر من كل دنس وأغلقت منابع الإرهاب وقاطعت ممولهم وداعمهم في المنطقة وأغلقت بابه، ووضعتهم في خانة الإرهاب ومنعت التعامل معهم، ويعتقد من بقي ناشطاً منهم أن بايدن يستطيع أن يحيي عظام تنظيماتهم وهي رميم، وقادر على أن يأمر التحالف الرباعي بفتح الباب للفلول للعودة والعمل من الداخل من جديد.

لنتذكر فقط أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعهد به اليسار الأمريكي لإسقاط الأنظمة العربية اعتمد اعتماداً أساسياً على وجود أذرع التنفيذ داخل الدول العربية أولاً وثانياً بدعمها والوقوف إلى جانبها بحزمة إجراءات منها تقارير ضد هذه الدول تصريحات ضدها وإن استلزم الأمر عقوبات ومنع بيع أسلحة لها لتتحرك تلك الأذرع بحرية تامة داخل الأراضي العربية.

اليوم بعد أربع سنوات من الاستقرار والازدهار الأمني والاقتصادي وحتى السياسي في دول التحالف الرباعي لا يمكن أن تسمح بعودة الفوضى إليها، فلا الأدوات بقيت في يد الإدارة الأمريكية "أذرع إيران وتركيا"، ولا أوراقها الضاغطة عادت لها تأثير، وخاصة قواها الناعمة.

القرار إذاً بالتعامل بحزم، وإنفاذ القانون كان ومازال وسيبقى قراراً سيادياً وحراً لنا واخترناه في عز حقبة اوباما ولم نر حينها رسائل هيلاري كلينتون ولم تتكشف اوراق اللعبة كلها حين ذاك، كانت هناك شواهد وحدس وإحساس بأن مؤامرة كبيرة تحاك ضدنا، ومع ذلك اتخذنا القرار الذي بلغ حد طرد مساعد وزير الخارجية الأمريكي ودخول درع الجزيرة وعدم الاكتراث بتصريحات وتقارير الخارجية الأمريكية حينها.

قطعنا شوطاً كبيراً خلال السنوات الأربع الماضية في ترميم العلاقة الأمريكية البحرينية، كنا فيها شركاء في محاربة الإرهاب وفي حفظ الأمن والاستقرار وتكريس السلام في المنطقة وفي نبذ الكراهية والعنصرية وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وكانت الدوائر الأمريكية مقدرة لهذا الدور.

بإمكان الإدارة الجديدة أن تبني على ما تم إنجازه أو أن تكرر ما فشلت فيه سابقاً، عنا نحن وأتحدث كشعب بحريني بجميع طوائفه لن نسمح إنجازاتنا وعودة الفوضى إلى وطننا.