الرأي

الخليج في وثائق هيلاري كلينتون

التاريخ رواية ودراية، فالرواية تسندها الوثائق، والدراية هي ما يقبله العقل بالدليل المنطقي، وتقودنا درايتنا ومنطقية السياقات إلى عبث الديمقراطيين بأمن الخليج، وميلهم لإيران، في إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون – رغم شطب الاستخبارات والأمن الوطني الأمريكي أسطر وفقرات فيها – فقد أيدوا استمرار عبث المخربين في البحرين بدعم إيراني عام 2011. ودخلوا في جدل مع المرحوم الأمير سعود الفيصل الذي لم يتردد في إغلاق الاتصال مع السيدة كلينتون وهي تنصحه بالتساهل لجعل البحرين ضمن حرائق الربيع العربي، بل والتدخل الإيراني. وكل ماسبق هو وقائع وأخبار متداولة وليس تحليلاً، لكن ما نريد الإشارة إليه أن بعض الوثائق لا يكون لها عمر أكثر من ريتويت أو اثنين في تويتر، فيما تبقى وثائق أخرى كجزء من سرديات المرحلة التي تتحدث عنها، ويبدو أن إيران مقدر لها أن تكون ضمن الرواية التاريخية البائسة دائماً، فأشهر الوثائق في الربع الأخير في القرن العشرين هي وثيقة هربها الإيراني مهدي هاشمي عبر بعض العرب وعرف محتواها بفضيحة «إيران ـ كونترا» حيث نشرتها مجلة الشراع اللبنانية المتواضعة في حينه، وثيقة تتحدث عن أن إيران الخمينى تشتري السلاح من إسرائيل في حربها ضد العراق مما أحدث زلازلاً في أطراف عدة من العالم، كان أولها إعدام مهدي هاشمي المتهم بأنه وراء تسريب المعلومات ومحاكمة مستشار الأمن القومي الأمريكي أولفر نورث في عصر ريغان وتبعات عدة هزت حكم ريغان رغم قوة الرجل.

ما تحتويه إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية لن تصل في تقديرنا لدرجة تغيير المشهد الاستراتيجي، ولن تقام المشانق، ولن يطاح بالرؤوس، فهي كسابقاتها «ويكيليكس»، وما تبعها من هجمة تسريب الوثائق، التي حفل بها العقد الثاني من القرن الحالي.

* بالعجمي الفصيح:

يصل عدد الإيميلات إلى 340 ألف إيميل، وهدف نشرها البحث عن هفوات جو بايدن قبل الانتخابات في نوفمبر. ولابأس من ذلك فمن مصلحة الخليج أن لا يصل الديمقراطيون وهم طهرانيو الهوى، وهذا أمر دعمته الوثائق، لكن الحذر مطلوب من أن يكون الكشف يراد به أمور ضمنية ابتزازية.

* كاتب وأكاديمي كويتي