الرأي

الأربعين الممنوعة

الاستجابة لدعوة إدارة الأوقاف الجعفرية التي أصدرت قبل أيام بياناً تفصيلياً بها يشرح المطلوب من الراغبين في المشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام اليوم إسهام مشكور في دعم قرارات الفريق الوطني المعني بمحاربة فيروس كورونا (كوفيد 19) وتأكيد على الرغبة في المشاركة في خفض معدلات انتشاره والوصول إلى النتائج المرجوة. ولأن هذا هو المتوقع من شعب يعتمد نهج العقل ويتصف بالوعي لذا فإن كل خروج عن هذا قد يحصل اليوم ينبغي التعامل معه بكثير من الجدية، فالمسؤولية جماعية وليس مقبولاً أبداً مخالفة قرار فيه مصلحة الجميع تفرضه ظروف استثنائية.

في الأعوام السابقة حيث كان الوضع طبيعاً وحيث لم يكن فيروس كورونا متواجداً عمدت الجهات المعنية بهذه المناسبة إلى توفير كل الخدمات والتسهيلات، وهو أمر لا يمكن لأحد أن ينكره. ولكن لأن هذا العام مختلف بسبب الظروف غير الطبيعية التي يفرضها الفيروس القاتل الذي يعتاش على التجمعات لذا لا مفر من التكيف مع المستجدات والاستجابة لدعوة إدارة الأوقاف الجعفرية وتنفيذ التوجيهات والقرارات التي يتخذها الفريق الوطني المعني بمحاربة الفيروس.

نتائج عدم الالتزام بمثل هذه الدعوة في عاشوراء كانت مؤلمة وتضرر منها الكثيرون، وليس من عاقل يقبل أن يرى النتائج نفسها والتي قد يكون هو أو بعض أهله من المتضررين منها هذه المرة، لهذا لا مفر من التجاوب بل والإصرار على التجاوب والمشاركة في منع تكرار ما حدث.

لا أحد يقول بأن تجمعات عاشوراء وحدها كانت وراء ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس وتزايد الوفيات في الفترة الأخيرة، لكن لا أحد أيضاً يستطيع أن يقول بأنه لا علاقة لها بذلك وأنها بريئة منه، فالتجمعات على اختلافها هي البيئة المناسبة لكورونا. ولأن بيدنا عدم توفير تلك البيئة له لذا سارعت إدارة الأوقاف الجعفرية إلى إصدار ذلك البيان وعمد الفريق الوطني برئاسة سمو ولي العهد إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية.