الرأي

1 أردوغان + 1 هنية = 14 فبراير

سؤال ملح وضروري على ماذا استند أردوغان بتطاوله الفج والوقح على دول الخليج هذه المرة؟

الرجل خرج عن «طوره» أي عن الوضع الطبيعي البروتوكولي الذي يلزمه به منصبه الرئاسي، هاجم دول الخليج رغم أنه ليس بين الدول الخليجية وبينه أي خصومه، فلا الدول الخليجية على حدوده كي تتعدى عليها، ولا الدول الخليجية اعتدت على مصالحه في موضع ما، ولا هي سبب تدهور اقتصاده، ولم تساند أياً من خصومه ولم تفتح أرضها لمعارضيه رغم أنه فعل جميع تلك الموبقات، ومع ذلك لم تردّ دول الخليج على كل ما قام به من أضرار بها، ولم يكفه ذلك بل خرج وتجاوز حدوده هذه المرة بكثير، فأهاننا وهددنا، فما الذي يبحث عنه؟

هل يتوقع من طابوره «الإخواني» الخامس أن يخرج للشارع ويثور ضد الأنظمة الخليجية مثلاً؟ هل يراهن على ذلك ولهذا صعد من خطابه؟

إن كان هذا رهانه فقد خسر «فالإخوان» في دول الخليج أصبحوا منبوذين من الشعوب الخليجية لا من الأنظمة، هم الآن في أضعف حالاتهم يريدون السلامة والكمون والظل، يتخفون ويتبرؤون من القيادات المركزية يدعون أنهم مؤمنين بفكر حسن البنا فقط، إنما لا يتبعون قيادات التنظيم المصرية أو التونسية أو التركية سياسياً ولا يتفقون مع خطابها وتوجهاتها، أفرعهم الخليجية التي مازالت نشطة سياسياً هي في الكويت فقط، أما في قطر فهو لا يحتاج إلى أن يحرك أحداً، فهذه محتلة والراية التركية تخفق فيها بدعوة من نظامها وكفته شر القتال، الفرع الكويتي هو الوحيد النشط سياسياً، فهل أراد تحريكه وهو يعزيه بوفاة أميره؟

ماذا قصد إذاً؟ ومن قصد إذاً حين قال قريباً ستخفق راياتنا في دول الخليج؟ على أي دولة؟ عمان؟ مستحيل ليس له قاعدة هناك؟ البحرين؟ فلينسَ لا قوة لهم، السعودية؟ فليتحرك أي منهم وسيرى رد فعل الشعب السعودي؟

أم إن الرجل لا يدرك هذه الحقائق ولا يعرف وضعية الإخوان في الخليج؟ هل ضحكوا عليه بتقارير زائفة؟ أم إن الرجل وصل مرحلة الخرف فلم يعد يميز ما يقول؟

الغريبة أن هذا التصعيد غير المفهوم وغير المبرر من قبل خليفة الإخوان، تزامن مع اللقاء الذي عقد بين قيادات الإخوان الفلسطينية مع التنظيم المصنف إرهابياً «14 فبراير» ومع أشخاص هاربين وعليهم أحكام غيابية من جمعية الوفاق المنحلة، وبعد اللقاء مع إسماعيل هنية خرج هؤلاء الإرهابيون يهددون بتفجير الوضع في البحرين!! فهل هناك رابط بين الموضوعين؟ هل يدرك خليفة الإخوان أن تحركه في الدول الخليجية صعب فأوعز للتحالف العلني بين توابعه وبين الميليشيات الخادمة لإيران كي تنوب عن الإخوان في الخليج في خدمة مصالحه؟ هل أدرك ضعفهم فاستنجد بالميليشيات الإيرانية وكان وسيطهم «هنية»؟

الموضوع يستحق الانتباه والمراقبة المشددة من قبل جميع دول الخليج فالاثنان تركيا وإيران حانقان على دولنا لأنها تعرقل مشروع الخلافة والإمامة وتحالفهما معاً ليس غريباً حتى وإن اختلفت العقائد.