الرأي

أي حق يمكن إيفاؤه مع هذه القامة؟

كل الذين كتبوا المقالات والتغريدات عن أمير الإنسانية الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح منذ الساعة التي أعلن فيها الخبر المفجع لم يوفوه حقه، والحال نفسه مع الذين أتيحت لهم فرص التعبير عن مشاعرهم عبر الفضائيات وفي مختلف المحافل. أما السبب فهو أن هذه القامة لا يمكن لأي كلام وأي قلم أن يعبر حتى عن واحد من إنجازاتها وأفعالها الطيبة، فأينما التفت المرء وجد فعلاً مائزاً أو قولاً ذا أثر لهذا الأمير الإنسان الذي سنظل نشعر بحاجتنا إليه كلما أوغل في الغياب.

ولأن العالم كله يجمع على حب الفقيد الكبير، لذا يصعب القول إن فقده يخص الكويت وحدها، وإن كان شيخ الكويتيين وتاج رؤوسهم. لا يمكن أن تجد من يتخذ من الراحل موقفاً، فالجميع يثني على أقواله، والجميع يثني على أفعاله، والجميع حزن بسبب انتقاله إلى الرفيق الأعلى، والجميع يدعو له بالمغفرة والرضوان.

الراحل الكبير كان أمير الإنسانية وشيخ الحكمة وعنوانها، أضاف إلى حياة البشر كثيراً، فاستحق كل هذا الحب الذي ترجمه الناس في الكويت وفي كل البلاد العربية والإسلامية والعالم بما تيسر لهم من قدرات ومواهب.

الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أنه لولا ظروف التقييد التي فرضها فيروس كورونا (كوفيد 19) وخشية المعنيين بمكافحته من انتشاره وتمكنه لشارك أهل الكويت جميعهم في مراسم التشييع والدفن، بل لشارك فيها كل زعماء العالم وكل من وصله شيء ولو يسير من خير الراحل الكبير، ولتدفق على الكويت كل أهل الخليج العربي والعرب، لعلهم يشعرون بأنهم ردوا شيئاً من جميله الذي سيظل مستمراً، وإن غاب جسده عن هذه الدنيا.

كل الذي قيل في حق أمير الإنسانية وشيخ الحكمة والحكماء لا يوفيه حقه، وكل الذي سيقال عنه بعد قليل أو كثير لن يوفيه حقه، فأي حق يمكن إيفاؤه مع هذه القامة؟