الرأي

قراءة خليجية في مشروع الشام الجديد

تتفق سرديات كتبت عن المشروع الذي أطلقه العراق ومصر والأردن كآلية للتعاون بدأت من القاهرة مارس 2019، على أن مصر تمثل كتلة بشرية وأيديا ماهرة، والعراق كتلة نفطية، وأن الكفاءة في مصر أكثر قدرة وتقدماً تكنولوجياً من العراق، والأردن ونظامها الاقتصادي المتطور أكثر من مصر والعراق، ويمكن أن يساعد كثيراً، ثم دخل على الخط من يرى أن المشروع غير مكتمل بدون لبنان وسوريا وفلسطين، وهنا يسوّق اللبنانيون لأنفسهم بأن اللبنانيين عبر إمكاناتهم الفردية وكفاءاتهم العلمية قادرون على لعب نقلة نوعية. وهنا تكمن المشكلة، فإن صغر ضعف وأن كبر ترهل، فبعض المراقبين يعتقد أنه سيغير شكل المنطقة إذا أصبح نسخة مصغرة عن الاتحاد الأوروبي، رغم أن المثال الذي يحتذى هو مجلس التعاون لكن زمار الحي لا يطرب بعض المحللين.

ويراوح المشروع بين أن يكون نسخة مزيفة من صفقة القرن باسم مهذب ليلقى قبولاً في الشارع العربي بعد ضم إسرائيل، ويؤكد ذلك ترحيب تل أبيب بالمشروع لربط المتوسط بالخليج. وبين أن يكون لهذا التحالف بعد يؤكد الموقف العربي الرافض للتطبيع بدون حل يرضي الفلسطينيين.

كما يغازل القائمون على المشروع دول الخليج بأنه التفاف حكيم على المخاطر الأمنية الإيرانية على هرمز، ولأنه يستثني إيران فسوف يلقى معارضة من مكملاتها الإستراتيجية كالحشد وحزب الله وربما غزة لثني حكوماتهم عنه. لكن هذا الغزل محصور في الرياض وأبوظبي حتى الآن. لكن المشروع يلوح بحرمان الخليجيين في الزبون العراقي كمستورد للكهرباء ليكون البديل دول المشروع. وبالتأكيد ستعارض تركيا المشروع لأنها لا تريد أن يكون هناك أي هيكل عربي وحدوي قوي، رغم أن دراسة أعدها البنك الدولي كانت تضم تركيا للمشروع. وفي الخليج نثمن كل جهد وحدوي ولن نقول: إن مشروع الشام الجديد هو إنشقاق عن الجامعة العربية كما وصف البعض مجلس التعاون حين قام، فالمشروعان هيكلان ترتكز عليهما الجامعة العربية.

* بالعجمي الفصيح:

نتمنى للشام الجديد كل خير، بشرط ألا يتحول مثل مجلس التعاون العربي 1989 الذي أقامه الطاغية صدام لغزو الكويت بعد عام من قيامه.

* كاتب وأكاديمي كويتي