الرأي

خيمة وليست أي خيمة

الحمد لله الذي كشف ما كان يجري حولنا وأظهر لنا حقيقة بعض الزعامات العربية وحقيقة «الإخوان» و«حزب الدعوة» وحقيقة بعض الأنظمة التي تدعي أنها إسلامية صحيح أنها حقائق تثير الغثيان لبشاعتها ولكنها تفتح عيون الأجيال العربية الجديدة على ما يحاك لأمتنا وتكشف له الأقنعة وتسقطها ليعرف المواطن الخليجي تحديداً أي نعمة هو فيها، ويستطيع أن يقيم ماذا يعني رفع الشعار الديني؟ وماذا يعني حسن إدارة الثروات؟ وماذا يعني الحكم الرشيد؟

حبا الله بعض الدول العربية بالموارد الطبيعية الغنية والتي لو أحسنت أنظمته إدارتها أن تجعل منهم ملوكاً لا على دولهم فحسب بل على الأمة العربية كلها، بجودهم وكرمهم وحسن إدارتهم وتجعل من العرب كلهم موالين لتلك الأنظمة حباً وامتناناً.

قطر مثلاً حباها الله بموارد طبيعية والشعب القطري لا يصل تعداده لمليون أي قليل العدد كان بإمكان حكامه أن يجعلوا منها دولة نموذجية في التطور والنمو الاقتصادي وأن يكون آل ثاني قبلة للشعوب العربية يرفعون قدر حكامها لأعمالهم الإنسانية وعطائهم للدول العربية المحتاجة ولتمكن النظام القطري من كسب القلوب ولجعلوه ملكاً عليهم لحبهم فيه وامتنان لما أعطى، وسموا المدن باسمه والشوارع باسمه وتغنوا حباً فيه ولزرعوا المودة والرحمة بينهم وبين الشعوب المحتاجة، ولكنه الحقد وحب الزعامة والطموح الذي لا يتناسب مع الحجم الذي أعمى البصيرة، حتى أصبحت قطر من أبغض الدول العربية للشعوب العربية لما سببته له من دمار وخراب وتشريد وتهجير فلم تبقَ مغامرة إلا واشترك فيها - ومازال- هذا النظام في سبيل تحطيم الدول العربية وأهم أهدافهم مصر والسعودية، إذ يغيظهم أي نجاح أو تطور أو إنجاز سعودي أو مصري فإنه يذكره بفشلهم في إدارة أموالهم.

ثم ما هذا الحقد على المملكة العربية السعودية وعلى دول الخليج من قذافي ليبيا؟ ليبيا الدولة الغنية بمواردها التي كانت تحت يده كان بإمكانه أن يجعل منها عروس البحر الأبيض المتوسط ويحقق الرفاه لشعبه ويجعل منها مركزاً مالياً أو صناعياً أو خدمياً كيفما يشاء كان حاكماً أوحد لا شريك له، إنتاجه للنفط في زمنه كان 1.4 مليون برميل يومياً تعداد الليبيين ليس كبيراً 6.6 مليون نسمة فقط، أي أنه كان بإمكانه أن يجعلهم يعيشون كالملوك لو أنه فقط ركز على الداخل، لكن الحقد حين يعمي القلوب تغيب البصيرة والعقل.

أمضى عمره وهو يحاول أن يكون ملكاً على أفريقيا محارباً طواحين الهواء لم تبقَ مغامرة إلا ودخلها صرف أمواله على محاولات فرض زعاماته خارج الحدود الليبية، وما هي النتيجة؟

لم يبقَ خائن للأمة العربية لم يتعاون معه في سبيل تحطيم هذه الدولة التي يراها أفضل منه ويجهل السر الذي تملكه، ولا يستطيع أن ينال منها، تعاون مع الحمدين ومع الإخوان ومع الخونة الذين فروا لبريطانيا، والأهم أنه احتفظ بتسجيلات تدين كل من تعاون معهم لتحطيم السعودية، حتى يأتي اليوم وتنكشف أوراقهم جميعاً.

المضحك في تسجيلات القذافي أنه يتحدث بثقة تامة هو وحمد بن خليفة مع كل خائن عربي عن قرب سقوط المملكة وأن السعوديين سيثورون على آل سعود ويمني نفسه بهذا الإنجاز.

وأخيراً ما هذه الخسة والنذالة المعجونة بالغباء والتي اجتمعت في «الإخوان» من أبناء الخليج يأكلون من خير دولهم ويجتمعون مع حكامهم الذين أداروا ثروات البلاد فنالهم من الخير ما نالهم وجعلهم يعيشون ملوكاً في أوطانهم، وصلوا إلى مراكز وإلى مناصب عليا يدخلون على حكامهم متى شاؤوا ويسلمون عليهم ويقبلون (خشومهم) يثنون عليهم ويصفقون لهم ثم يتآمرون على إسقاطهم؟

كل هذه الحقائق تفتح أعين صغارنا اليوم وتفتح أعين أولياء الأمور وتفتح أعين الشعوب كي يعرفوا أن رفع الشعارات غير كافٍ فلا ينجروا وراء كل من رفعها ويسلموا أنفسهم لأصحابها فكلهم دخلوا خيمة القذافي!!