الرأي

كشف المستور.. شكراً كورونا

لم تعد الكوارث الطبيعية أو الأزمات الطارئة أمراً خارج حدود الاستعدادات والتأهيل ومن ثم السيطرة، فجميع الدول لديها وفقاً لنظامها وزارات أو هيئات أو لجان للتعامل مع جميع أنواع تلك الكوارث، وصحيح أن الأوبئة وخاصة فيروس كورونا الذي أجبر الناس على البقاء في المنزل ونحن عام 2020 كانت من الأمور المستبعدة كسبب، إلا أن الاستعداد للبقاء في المنزل وإدارة الأعمال من هناك احتمال وارد لعدة أسباب، وكان من المفروض أن نستعد له كإجراء تنظيمي وكبنية تحتية من ضمن استعدادات التعامل مع أي كارثة أو ظرف طارئ بغض النظر عن طبيعة ذلك الظرف.

ماذا لو انطفأت الكهرباء ما البديل؟ ماذا لو انقطعت الاتصالات ما البديل؟ ماذا لو قطعت الطرق ما البديل؟

الأمر الثاني أننا منذ بدأنا تشكيل فريق للتعامل مع هذا الوباء كان من المفروض أن تكون لدينا تصوراتنا وسيناريوهاتنا للمراحل المتتالية بشكل استباقي، وذلك تفكير ونظام عمل ذكي لا غنى لنا عنه في جميع الأحوال.

الارتباك الحاصل في العديد من الوزارات نتيجة تسارع الأحداث والقرارات التي تقود للعمل عن بعد ما كان يجب أن يحصل، فالاستعداد لهذا الوضع كان يجب أن يكون منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه الإعلان عن مكافحة العدوى فلم (أخذتوا روحكم على سعه)؟

بعض المؤسسات الحكومية والخاصة (برافو) عليها استبقت الأحداث كخطط وبرامج، ولم تنتظر أن يأتيها الأمر، اجتمعت من تلقاء نفسها ومنذ اليوم الأول وقررت أن تؤهل إدارتها وموظفيها للخطة باء، فإن لم تكفِ ننتقل للخطة جيم وهكذا منذ اليوم الأول واستعدت من اليوم الأول لتقليص الموظفين أو عدم حضورهم، فقالت لهم إذا حدث كذا نفعل كذا، وإذا انتقلنا إلى المرحلة كذا نقوم بالآتي وهكذا، بل وعملت بروفات وتدريباً على كل الاحتمالات، حتى لا ترتبك ولا تتخبط إن داهمها الإجراء، وها هي اليوم تسير أمورها بسلاسة وقطعت شوطاً كبيراً، دون أن يؤثر ذلك على كفاءة عملها وإنتاجها، أما وزارات ومؤسسات أخرى فكانت تسير العمل بذات الوتيرة الاعتيادية وشعارها (أمر الله بهون).

البنية التحتية الإلكترونية في البحرين من أكفأ البنى في المنطقة، وقادرة على تمكين الجميع من إدارة أعمالهم عن بعد أو التعلم عن بعد، وسعيد من استعد لهذا اليوم بأن شبك آلية عمله مع تلك البنية العالية الكفاءة، وأهل موظفيه لها، بل وأهل مستهلكيه وزبائنه ومراجعيه وطلبته الدارسين لهذا اليوم، حتى إذا ما جاء اليوم الذي تجبرك فيه الظروف على البقاء في المنزل لم يتغير عليه الأمر، والحمدلله قامت التطبيقات بما يقوم به الحضور والتواجد وأديت الأعمال وأنجزت بلا أثر سلبي، تبين اليوم أثر التدريب والتطوير ومتابعة المستجدات على كل ما يطرح على الشبكات الإلكترونية، فعقدت الاجتماعات وتبادلت الأوراق ووفرت منصات الشرح والتوضيح لتقديم العروض وكان الجميع في مكاتبهم أو في صفوفهم أو قاعات الدروس.

بعض الوزارات مدرائها، وروؤساء أقسامها لا يعرفون (إيميلهم) ويسمعون عن تطبيقات ومنصات العمل عن بعد على أنها أسماء «بهارات» حتى إذا ما جاء يوم الامتحان وهو يوم التكنولوجيا وقفوا في حيص بيص!

أزال فيروس كورونا العديد من الزخرفات وعلى رأي الفنان أحمد بدير في مسرحية ريا وسكينه (كل شيء انكشفن وبان).

نتمنى بعد أن تزول الغمة بإذن الله أن لا نمر على ما انكشف مرور الكرام ونقيم الجميع بلا مجاملات.