الرأي

'خلك في البيت'!

لم يبق أحد من المختصين والمسؤولين وفرق العمل الساهرة على رعاية الوطن وحماية أهله والمقيمين فيه، إلا وقد أفرغ كل جهده وطاقته وإلحاحه في التأكيد على أن السبيل المتاح في يد البشرية اليوم لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) هو «البقاء في المنازل».

لا تكاد تمر ساعة إلا وتجد أمامك «بوست» في الإنستغرام أو «تغريدة» في تويتر أو رسالة صوتية أو عمل مرئي توعوي في هذه الوسيلة أو تلك عبر الفضاء الإلكتروني يوضح خطورة تجاهل الإرشادات والتعليمات الصحية التي تستهدف كبح جماع فيروس كورونا الذي تقوم قوته على سرعة الانتشار، مما يشكل ضغطاً هائلاً على الخدمات الصحية، ويجعل حياة الكثيرين على المحك، وها هي المشاهد في إيطاليا تلوح أمامنا، كأنها مقبرة كبيرة تتلقى يومياً مئات الضحايا لفيروس كورونا وآلاف المصابين، في وقت يقف الجهاز الطبي والقطاع الصحي عاجزاً أمام اجتياح الفيروس، ولو راجعنا بذرة المشكلة، لوجدناها تتلخص في عدم الشعور بالمسؤولية عند شريحة كبيرة من الإيطاليين، الذين تهاونوا، ثم وقعوا في وضع لا يحسدون عليه.

وشهادة يجب أن تقال، للأمانة أرى أن الدولة تعاملت مع أزمة الفيروس التي تجتاح العالم، منذ اللحظات الأولى بجدية عالية، وبخطوات استباقية قادها بكل اقتدار سمو ولي العهد، وتتابعت الخطوات، حتى طالعتنا الأيام الماضية بقرارات نبعت من حكيم الوطن وقائده جلالة الملك المفدى، الذي طالما كان شعوره الأبوي هو المتسيد في كافة الظروف والأزمات، وبحلول ومعالجات فريدة من نوعها، وتنفيذ التوجيهات الملكية السامية بتخصيص 4.3 مليار دينار لدعم المواطنين والقطاع الخاص، وهي رسالة تكشف عن الإدراك العميق والتعامل المتقدم مع الأزمة من جانب، ومن جانب آخر رسالة لنا نحن كشعب أن نتحمل المسؤولية في عدم إهدار هذه الجهود من خلال الاستهتار أو تضييع الطاقات بالتمرد على التوجيهات أو التوصيات الطبية.

يجب أن ندرك جميعاً أن شخصاً واحداً حاملاً للفيروس يمكن أن يحيل الوطن كله لوضع لا يحمد عقباه، إذا تعامل مع الأمر باستهتار ولا مبالاة، وأن يعرِّض أهله وأقاربه للخطر بالدرجة الأولى، ويضع مجتمعه أمام وضع صحي مرتبك، ويكفي أن نعرِّف المستهتر في زمن فيروس كورونا بأنه الفرد الذي لا يطبق الإرشادات الاحترازية التي توصي بها الجهات المختصة، والتي يأتي في مقدمتها «الجلوس في المنزل» وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وأتمنى من الجهات المختصة في الدولة أن تشدد الإجراءات على جميع المخالفين في الأسواق العامة، والمحلات، وضبط كافة أشكال التجمعات العامة التي من شأنها توفير بيئة خصبة لانتقال الفيروس بين الأفراد.

ولكل فرد على أرض هذا الوطن مواطنين ومقيمين نقول تحمل مسؤوليتك وواجبك الإنساني والأخلاقي والديني والوطني.. و«خلك في البيت».

* «المواطن الواعي المشارك في الإجراءات هو أفضل داعم للجهود المشتركة لمواجهة فيروس كورونا».. «صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء».