الرأي

وقفة مع 'كورونا'

مع الكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا بين المواطنين، نجد لزاماً أن تتكاتف كافة الجهات من أجل العمل للحد من انتشار الفيروس وتجاوز المرحلة من دون أية أضرار، وذلك لا يتأتى إلا عبر تفهم جميع الأطراف الرسمية والأهلية والمجتمعية دورها ومسؤولياتها الوطنية والإنسانية، وأجد أن المشهد الراهن يندرج تحت عدة عناوين.

حكمة وتجاوب سمو ولي العهد

وجود سمو ولي العهد قريباً من الحدث، ومتابعاً لكل التفاصيل والتطورات المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا، يجعلنا ندرك اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على صحة المواطنين والمقيمين، كما يجعل من الإجراءات المتخذة أكثر فاعلية، ويجعل المسؤولين في كافة الجهات أكثر تحسساً للدور المنوط بهم، كما يشكل ذلك اطمئناناً لدى أبناء الشعب إزاء قدرة مؤسسات الدولة في احتواء الو​ضع وتجاوزه بإذن الله، وينبغي أن يطبق توجيه سمو ولي العهد بضرورة التزام الجميع بالمسؤولية والتعاون مع مختلف الجهات لمكافحة كورونا.

لا هلع ولا استهتار

بالطبع لا ينبغي أن تشيع حالة من الهلع والرعب في أوساط المجتمع جراء فيروس كورونا، خصوصاً مع الإيضاحات والشروحات المستفيضة والدقيقة التي بثها ذوو الاختصاص عبر القنوات التلفزيونية والصحف الوطنية ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن الأمراض المترتبة على الفيروس، والتي يمكن احتواؤها باتباع الإجراءات والتعليمات التي تنشرها وزارة الصحة بشكل مستمر.

ولعل أهم خطوة لتجاوز هذه المرحلة هو حرص الجميع على اتباع الأساليب الوقائية من الاهتمام بالنظافة العامة عبر غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، واستخدام الكمامات في المناطق المزدحمة، وتجنب المصافحة والتقبيل وغيرها من الأمور التي أعلنت عنها وزارة الصحة.

وأجد لزاماً على الناس ألا تتناقل الموضوعات التي تحتوي معلومات مغلوطة ومن مصادر غير موثوقة، والتي تبث المخاوف والقلق لدى المواطنين والمقيمين.

ضوابط الحجر المنزلي

أعلنت وزارة الصحة عن عدة مراحل لاستيعاب الحالات من المصابين أو المشتبه بإصابتهم، نتيجة لعودتهم من دول يتفشى فيها فيروس كورونا، وليس لي حديث عمن ثبتت إصابتهم وخضعوا للحجر الصحي في المراكز المخصصة، إنما حديثي عمن تم تطبيق الحجر المنزلي عليهم، فقد وردت لي معلومات أن هناك بعض الأشخاص لم يلتزموا بالبقاء في منازلهم، وعمدوا للخروج والمشاركة في فعاليات عامة، وفي ذلك استهتار واضح بصحتهم وصحة الآخرين، الأمر الذي يتطلب معه تشديد الإجراءات بشأن من يشتبه بإصابتهم، ووضع خطة واضحة لجميع العائدين مؤخراً من دول يتفشى فيها الفيروس.

كما يجب على العائدين من تلك الدول، أو من تظهر لديهم الأعراض، الإسراع لإبلاغ الجهات المختصة عبر الخط الساخن بحالاتهم، حفاظاً على حياتهم وحياة أسرهم والآخرين.

جشع التجار والصيدليات

من المستغرب أن تقوم بعض الصيدليات والمراكز التجارية باستغلال حاجة الناس لمواد الوقاية من الأمراض كالكمامات والمعقمات، بتحويل السوق لسوق سوداء، عبر إخفاء الكمامات أو التلاعب بالأسعار، وزيادة قيمتها لأضعاف خيالية، في صورة خالية من الإنسانية والحس الوطني.

وحسناً فعلت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة حين أغلقت ثلاث صيدليات، ونتطلع لتكثيف الحملات التفتيشية، واتخاذ الإجراءات الرادعة للمخالفين، إذ لا يمكن المساومة على حياة الآخرين بحفنة دنانير، ونحن نتوقع من التجار المعنيين أن يسهلوا إيصال تلك المواد الوقائية والدوائية للناس، بدلاً من استغلالهم بشكل بشع.

حمى الله الوطن وأهله، وأبعد عنهم كل مرض ووباء.

* عضو مجلس النواب السابق