الشهادة في سبيل الوطن هي أسمى التضحيات التي يقدمها المواطن لوطنه وهي أنبل رسالة في الانتماء والولاء وهي ترجمة حقيقية في الوطنية، فحب الوطن والتضحية في سبيله ليست مجرد كلمة عابرة وإنما هي أفعال تقدم من أجل أن يبقى الوطن شامخاً حراً.

جنودنا البواسل في كل بقعة وفي كل مكان – من قوة دفاع البحرين من الأمن العام من الحرس الوطني – جميعهم عنوان للأمانة فقد أقسموا بالله العلي العظيم على الدفاع عن الوطن وحفظ حقوق المواطنين حتى يعيشوا بأمن وأمان وسلام، جنودنا البواسل هم الحصن الذي يحمي الوطن ونحتمي به، هم العيون الساهرة والقلوب النابضة بالعطاء، هم من يضحي بالنفس والنفيس من أجل أن نعيش باستقرار، هم الخط الأول للدفاع على مكتسبات الوطن ومحاربة كل من يحاول أن يبث الفوضى في وطننا الغالي.

مملكة البحرين تحتفي كل عام بذكرى الشهيد، ذكرى عزيزة على المجتمع البحريني لما قدم هؤلاء الشهداء من تضحيات عظيمة في سبيل الدفاع عنا جميعاً، فقد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تبقى المملكة في عز وفخر عندما حاول أعداء الوطن محاربتنا وبث روح الإرهاب والفوضى، فهناك جنود دافعوا بكل بسالة في الحد الجنوبي مع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، دافعوا عن دولنا الخليجية وعن الشرعية اليمنية من إرهاب النظام الإيراني وميليشيات الحوثي، فكل قطرة دم سقطت من شهداء الواجب هي دماء الكرامة ودماء العزة في سبيل الحفاظ على الكيان الخليجي، والحفاظ على الشعوب الخليجية، من التهديد الفارسي، فالأرض هي أغلى ما يملكه المواطن هي العزة والراحة والاستقرار.

يوم الشهيد هو يوم وطني عزيز على المجتمع البحريني، يستذكر الملحمة الخالدة لقوات الأمن، الذين سهروا على راحتنا، في حين عكف العدوان الإيراني الإرهابي على محاربة تماسك مجتمعنا، ومحاربة رجال الأمن من أجل أن يزرع الخوف ويبث الفوضى والإرهاب، سقط الكثير من رجال الأمن البواسل الذين ذهبت أرواحهم غدراً من هذا الإرهاب المصدر لوطننا الغالي، مخلفين أيتاماً وأرامل وأمهات ثكلى وأسرا تبكي حرقة من هذا الإرهاب الذي حاول أن ينتزع استقرار هذا الوطن. لن ننسى تلك الأيام العصيبة، تلك الأجساد التي سقطت ظلماً والتي حاربت الإرهاب بكل بسالة، لن ننسى أجمل التضحيات بالأرواح في سبيل الحفاظ على سياج الوطن وتماسك شعبه، فتلك الأرواح إن شاء الله منعمة عند خالقها في جنات عدن فرحة بما آتاها الله من النعم وحياة خالدة بعيدة عن الغدر والظلم والخيانة.