الرأي

مجلس التعاون الخليجي متماسك رغم التحديات

يعد اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي من أهم الاجتماعات التي يحرص قادة دولنا الخليجية على حضورها ويحرص أيضاً شعوب هذه الدول على متابعة أهم ما يخرج عنها من قرارات وتوصيات في الاجتماعات لمزيد من التعاون المشترك ولمزيد من الترابط الخليجي لرفعة شعوبنا وبالأخص القرارات المصيرية التي من شأنها أن تعمل على الحفاظ على المنظومة الخليجية والكيان الخليجي.

المملكة العربية السعودية استضافت هذا العام اجتماعات المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة الرياض – القمة الخليجية الأربعون – حيث جاء في إعلان الرياض تعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على أمن المنطقة التي لا شك بأن زعزعة الأمن والفوضى هدف واضح لبعض الدول، لذلك رؤية قادتنا وحكمتهم في أن يظل مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية متماسكاً ومترابطاً لصد العدوان الإرهابي القادر على مواجهة هذا العدوان ليحقق التكامل بين دولنا والاستقرار الاقتصادي وما ينعكس بذلك من تقدم وازدهار وقوة للشعوب الخليجية.

جاءت فكرة تأسيس وإنشاء مجلس التعاون الخليجي في عام 1976عندما زار أمير دولة الكويت المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما في دولة الإمارات العربية المتحدة للتباحث في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، عندما استشعر الخطر الذي يهدد أمن المنطقة آنذاك. وفي عام 1981 اجتمع قادة دول مجلس التعاون في أبوظبي في اجتماع ضم دول مجلس التعاون الخليجي الست، وذلك لوضع أهم الأهداف التي من أجلها تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إقليمية سياسية، اقتصادية، عسكرية وأمنية عربية تهدف إلى وحدة الدول الست وتحقيق التعاون والتكامل فيما بينها لمزيد من الروابط بين الشعوب ومزيد من المشاريع المشتركة التي من شأنها دفع عملية التقدم والتنمية والازدهار في المنطقة.

* كلمة من القلب:

عندما تم تأسيس مجلس التعاون الخليجي - كنت حينها صغيرة – لم أكن أعي أهمية هذا المجلس، لم أدرك حجم الخطر الذي يقف أمامنا، وحجم مسؤولية دولنا الست، في مواجهة الخطر الموجه إلينا، في صياغات كثيرة ومختلفة، فبالنسبة لي كانت لحظات توافد قادة دولنا الخليجية للدولة المستضيفة هي متعة لمشاهدة زعماء الدول الست في التلفزيون، ولم أدرك حينها حجم الثقل الذي يحمله قادتنا، حفظهم الله، ورحم من هم تحت الثرى – إلا عندما تراءت أمامي المؤامرات والفتن التي تحاك لتفكيك وحدتنا وقوميتنا العربية، وأدركت بعدها حجم الدسائس والمكائد، التي تحاول بعض الدول إثارتها في المنطقة، فالجهود الحثيثة للحفاظ على أمن وأمان المنطقة، والحفاظ على الكيان الخليجي، غاية سامية لقادتنا، فناقوس الخطر يهدد تماسكنا وقوتنا وثقافتنا وهويتنا الخليجية، لذا ما يقوم به قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمم الخليجية هو تعاون جبار وسعي واضح لمزيد من الروابط التي تسمو بنا للقمم، ونسأل الله أن يحفظ قادتنا ويبارك في مساعيهم لوحدتنا وتكاتفنا الخليجي.