الرأي

من سلم الطائرة بكيت غصباً بكيت

لي قصص وحكايات كثيرة مع الطائرة بعضها مرعب وبعضها مضحك، وأثار شجونها اليوم الأستاذ نبيل الحمر حيث التقيت به على الرحلة، ونحن في طريقنا للرياض لحضور منتدى الإعلام السعودي يوم الإثنين.

إذ اكتشفنا نحن البحرينيون المدعوون للمنتدى، وعلى نفس الطائرة أن عددنا يتجاوز اثنا عشر شخصاً من كتاب ومن إعلاميين، فأراد بو عبدالله ممازحتنا قائلاً «أما لو اطيح الطيارة فينا.. راح الجسم الصحافي كله»!!

لا إله إلا الله.. هل هذا وقت مزحة كهذه يا بو عبدالله سامحك الله؟ تفاءلوا بالخير تجدوه، وفال الله ولا فالك، واذكر الله، وأعوذ بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله ومرت الساعة وأنا أحوقل وأستعيذ بالله، وفتح بوعبدالله بهذه العبارة صندوقي الأسود لتجاربي الغريبة مع السفر، سأسرد لكم بعضها والأكثر رعباً، وكانت في عودتنا أنا وزوجي من لندن على الخطوط البريطانية حيث طارت الطائرة ولكنها لم ترتفع كالمعتاد، وبقيت نصف ساعة على ارتفاع منخفض تدور حول المطار نراه ونرى أننا ندور حوله دون أن ترتفع، ثم تسارعت خطى طاقم الطائرة وحركة قمرة القيادة كانت غريبة، ورأينا الارتباك في أعين طاقم الطائرة، ثم فجأة توزع المضيفون بين الممرات بيدهم أوراق ويهمسون في إذن كل راكب على حدة يسجلون معلومات، إلى أن وصلت المضيفة لصفنا وسألتنا سؤالاً غريباً، وقالت اعطونا أرقام هواتف أقرب شخص ممكن أن يتصلوا عليه لو حصل مكروه... نعم؟ يا الهول على رأي يوسف وهبي.. لكم أن تتخيلوا ما الذي دار في ذهني وما هو شعوري وووو طبعاً ختمت ما أحفظه من جزء عم، وظللت أعيد وأكرر ولمت نفسي أنني لم أحفظ أي من السور الطوال.. الله سلم في النهاية ولكن حين نزلنا صاحبتنا سيارات الإسعاف والمطافئ والشرطة.

علمنا بعد ثلاث ساعات طيران حول المطار أن الطيار اضطر أن يفرغ حمولته من نصف كمية البنزين كي يتمكن من الهبوط لوجود خلل خطير في المحرك، ولم ينقذنا بعد الله سوى فطنة الطيار وحسن تصرفه.

تجربة ثانية كنت أنتظر زوجي في مطار البحرين عائداً من لندن على الكاثي باسفيك، ولم تصل الطائرة وكان وقتها موجود مكتب استعلامات سألتهم هل يوجد تأخير لأن اللوحة ليس بها شيء عن الكاثي بيسفك، فوجدت نظرات الموظفين بها خوف وبعد تردد أجابني أحدهم أن آخر علمهم بالطائرة كانت بعد إقلاعها من لندن بأربع ساعات ثم اختفت الطائرة، ولا يعلمون عنها شيئاً... نعم؟

وحينها لم يكن وقتها لا سوشل ميديا بل لم يكن هناك موبايلات.. الشاهد ما حدث أن الطائرة بعد مرورها على قبرص انحرفت عن مسارها، ومرت فوق قاعدة عسكرية في سوريا بالخطأ فأجبرتها القوات السورية على النزول وإلا سيطلقون عليها مضادات الطائرات، فاضطر قائد الطائرة أن ينزل وبقيت متوقفة في المطار الحربي والركاب رهائن عند القوات السورية إلى أن حل الإشكال، وتأكدوا أن الخطأ غير مقصود، ولكنه اضطر إلى أن يدفع «كاش» ثمن تحميل الطائرة بالوقود لإكمال الرحلة وجمع المبلغ من الركاب! ليست هذه المشكلة... المشكلة أن غالبية الركاب كانوا من الحاخامات اليهود في طريقهم إلى هونغ كونغ، بلباسهم وهيئتهم المعروفة، وكانوا ينتفضون طوال الوقت ودفعوا كل ما في جيبهم من أجل الإسراع بالخروج، وهكذا لم يعرف أحد بما حدث للطائرة إلى أن طارت مرة أخرى واتصل الطيار بمطار البحرين وهو في طريق العودة شارحاً له ما حدث، وكأنني قضيت ساعات من الرعب لا يعلم بها سوى الله.

ولي قصص على خطوط مصر للطيران عجيبة وغريبة إحداها طارت الطائرة من مطار القاهرة ثم عادت للمطار بعد ساعة لأن باب مقطورة الشحن نسي مفتوحاً... يا حلاوة!!

وأخرى طارت الطائرة المصرية من مطار البحرين متأخرة عن موعدها ست ساعات في طريها للقاهرة، إنما ذلك عادي «بتحصل» في أحسن الشركات، إنما غير العادي أنها طارت وبها ستة ركاب زيادة عن العدد.. مما اضطر الكابتن أن يطلب من الركاب «اللي عنده عيل يخليه في حجره» أي في حضنه، وكان يريدني أن أضع ابني ذو السبع سنوات في حضني، فقلت له أنا حامل في شهري السابع وحزام السلامة كان به خلل ولم أتمكن من غلقه «اتق الله يا كابتن أنت شويه شويه تنزلنا وتقول اللي يحب النبي يزوء».

في مقال آخر ذكروني أكتب لكم عن رحلتي على «الإير فلوت» الروسية.

الله يسامحك يا بوعبدالله... زين جذي؟!!