كان بإمكاني 'تحطيمهم'!
الأربعاء 27 / 11 / 2019
نعم، بحكم المنصب وصلاحياته، سنحت لي عديد من الفرص لـ»تحطيم» البشر، كانت ومازالت لدي القدرة لتحويل حياة أحدهم أو بعضهم إلى «جحيم مهني» يجعلهم «يكرهون» أنفسهم.
لكن أهذه هي القوة فعلاً؟! أن نستلذ بقدرتنا على التحكم في مصائر البشر الذين وضعتهم الظروف تحت مسؤوليتنا مهنياً؟!
أهذه هي الإدارة الحقيقية فعلاً؟! حينما أعرف تماماً أنه بمقدوري رفع مكانة أحدهم عبر منحه مزايا وعلاوات غير مستحقة، أو أحط من قدر أحدهم بحرمانه من أبسط حقوقه الوظيفية؟!
الظلم في الإدارة ليس نوعاً من السلوك الفطري البشري، ليس تصرفاً لم يتوافق معه الصواب، الظلم في الإدارة «مرض»، وأزيد بالقول بأنه «مرض وهوس نفسي»، تجده يحصل لدى كثيرين ممن لا يمتلكون الثقة بأنفسهم، وأعني هنا الثقة الداخلية حينما يخلون لأنفسهم ويسترجعون شريط الأحداث بداخلهم، هو مرض لأن هؤلاء لا يستندون على مبادئ وأخلاقيات قويمة، يظنون بأن قوة الكرسي والمنصب ستدوم، وأن الناس ستنسى الظلم أو تقبل به، دون أن ترفع أكفها لمن هو أقوى منهم، وأعني الله عز وجل لتدعو عليهم.
نعم كان بمقدوري «تحطيم» الكثيرين، باعتباري مسؤولهم الأول، ولدي القدرة الإدارية، ولن يسائلني أحد، لأنني يمكن أن «أخترع» و»أبتكر» ألف عذر وعذر فقط لأوقع الضرر بمن أشاء! لكن أهذه مسألة صحيحة؟! أوليست ظلماً صارخاً؟!
هناك نوعيات من الموظفين، نوعية لا تتعب معها، تمتلك القدرة والكفاءة وروح المبادرة، وتقوم بعملها على أكمل وجه، لا ترهقك وأنت تحاول أن توجهها في المسار الصحيح الذي يخرج إبداعها ويطورها، وهناك النوعية الثانية «المتعبة» والتي لا تمتلك روح المبادرة، وكفاءتها ليست ذاتية بل تحتاج لاستكشاف وسبر ومن ثم تفجير لتنطلق، وإن أعطيتهم مهمة فإنك أنت من ستتعب في ملاحقتهم لينجزوها.
لكن هل النوعية الثانية تستدعي التعامل معها بأسلوب جاف وطريقة فيها من النفور التي يحولها لشخصية تتحطم شيئاً فشيئاً، بالتالي تسير على طريق التدمير؟!
نعم، هناك من يظلم ويحطم الناس بهذه الطريقة، حينما يفقد الأمل من ورائهم، دون أن يكلف نفسه بذل عناء أو مجهود لمساعدته، ولو فعل لربما اكتشف شخصاً مختلفاً يمكن أن تكون هذه نقطة انطلاقة له ليبدع ويتميز. وهناك من يسعى لتحطيم بسبب نزعته المريضة.
لا تحطم أحداً حتى لو تسنت لك الفرصة، لا تقهر أحداً في العمل وتمارس عليه «العنف المهني» فقط لأنك تقدر، لأن الظلم يعود على صاحبه، ولأن دعوة الناس لا ترد عند الله، خاصة لو كانوا مظلومين.
في حياتي كلها لم أسعَ لتحطيم أحد لأنني أقدر، رغم أنني تعرضت لمواقف من مسؤولين كان «شغفهم» تحطيم أي طاقة يرونها أمامهم، لأنها تمثل لهم تهديداً، وعليه فإن أعظم إنجاز يمكن للفرد المسؤول أن يحققه هو «تغيير الحال» لدى أي موظف، يحوله من إنسان سلبي إلى إيجابي، أو عاجز مهنياً إلى مقتدر، عبر منح الثقة وفتح المجالات واسعة للإبداع.
لا يوجد إنسان لا فائدة منه، كل شخص يمتلك شيئاً مميزاً، يبقى الفارق فيمن ينجح في إيجاد الكنوز الدفينة، ويعطي الناس المجال الرحب لها لتنجز، لا أن يتحول لمحطم ومدمر وقامع للناس، فقط لأن ثقته بنفسه تعاني من مرض عضال، أو لأنه بدون الكرسي يرى نفسه لا قيمة له.
لكن أهذه هي القوة فعلاً؟! أن نستلذ بقدرتنا على التحكم في مصائر البشر الذين وضعتهم الظروف تحت مسؤوليتنا مهنياً؟!
أهذه هي الإدارة الحقيقية فعلاً؟! حينما أعرف تماماً أنه بمقدوري رفع مكانة أحدهم عبر منحه مزايا وعلاوات غير مستحقة، أو أحط من قدر أحدهم بحرمانه من أبسط حقوقه الوظيفية؟!
الظلم في الإدارة ليس نوعاً من السلوك الفطري البشري، ليس تصرفاً لم يتوافق معه الصواب، الظلم في الإدارة «مرض»، وأزيد بالقول بأنه «مرض وهوس نفسي»، تجده يحصل لدى كثيرين ممن لا يمتلكون الثقة بأنفسهم، وأعني هنا الثقة الداخلية حينما يخلون لأنفسهم ويسترجعون شريط الأحداث بداخلهم، هو مرض لأن هؤلاء لا يستندون على مبادئ وأخلاقيات قويمة، يظنون بأن قوة الكرسي والمنصب ستدوم، وأن الناس ستنسى الظلم أو تقبل به، دون أن ترفع أكفها لمن هو أقوى منهم، وأعني الله عز وجل لتدعو عليهم.
نعم كان بمقدوري «تحطيم» الكثيرين، باعتباري مسؤولهم الأول، ولدي القدرة الإدارية، ولن يسائلني أحد، لأنني يمكن أن «أخترع» و»أبتكر» ألف عذر وعذر فقط لأوقع الضرر بمن أشاء! لكن أهذه مسألة صحيحة؟! أوليست ظلماً صارخاً؟!
هناك نوعيات من الموظفين، نوعية لا تتعب معها، تمتلك القدرة والكفاءة وروح المبادرة، وتقوم بعملها على أكمل وجه، لا ترهقك وأنت تحاول أن توجهها في المسار الصحيح الذي يخرج إبداعها ويطورها، وهناك النوعية الثانية «المتعبة» والتي لا تمتلك روح المبادرة، وكفاءتها ليست ذاتية بل تحتاج لاستكشاف وسبر ومن ثم تفجير لتنطلق، وإن أعطيتهم مهمة فإنك أنت من ستتعب في ملاحقتهم لينجزوها.
لكن هل النوعية الثانية تستدعي التعامل معها بأسلوب جاف وطريقة فيها من النفور التي يحولها لشخصية تتحطم شيئاً فشيئاً، بالتالي تسير على طريق التدمير؟!
نعم، هناك من يظلم ويحطم الناس بهذه الطريقة، حينما يفقد الأمل من ورائهم، دون أن يكلف نفسه بذل عناء أو مجهود لمساعدته، ولو فعل لربما اكتشف شخصاً مختلفاً يمكن أن تكون هذه نقطة انطلاقة له ليبدع ويتميز. وهناك من يسعى لتحطيم بسبب نزعته المريضة.
لا تحطم أحداً حتى لو تسنت لك الفرصة، لا تقهر أحداً في العمل وتمارس عليه «العنف المهني» فقط لأنك تقدر، لأن الظلم يعود على صاحبه، ولأن دعوة الناس لا ترد عند الله، خاصة لو كانوا مظلومين.
في حياتي كلها لم أسعَ لتحطيم أحد لأنني أقدر، رغم أنني تعرضت لمواقف من مسؤولين كان «شغفهم» تحطيم أي طاقة يرونها أمامهم، لأنها تمثل لهم تهديداً، وعليه فإن أعظم إنجاز يمكن للفرد المسؤول أن يحققه هو «تغيير الحال» لدى أي موظف، يحوله من إنسان سلبي إلى إيجابي، أو عاجز مهنياً إلى مقتدر، عبر منح الثقة وفتح المجالات واسعة للإبداع.
لا يوجد إنسان لا فائدة منه، كل شخص يمتلك شيئاً مميزاً، يبقى الفارق فيمن ينجح في إيجاد الكنوز الدفينة، ويعطي الناس المجال الرحب لها لتنجز، لا أن يتحول لمحطم ومدمر وقامع للناس، فقط لأن ثقته بنفسه تعاني من مرض عضال، أو لأنه بدون الكرسي يرى نفسه لا قيمة له.