الرأي

نزل السلام

علاقات أخوية قوية تربط ما بين البلدين الشقيقين منذ عقود طويلة، أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه. واليوم في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظهما الله ورعاهما، تطورت علاقات المحبة والتعاون بيننا وبين شعب يسكن في القلب، فما يربط هذين الشعبين ليس فقط النسيج المجتمعي الواحد، ولكن تلك الرؤى والمصير المستقبلي المشترك.

في عام 2018، أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بأنه «عام زايد» ليكون 2019 «عاماً للتسامح» مكملاً لنظرة الشيخ زايد رحمه الله من خلال تعميق قيم التسامح وتقبل الآخر والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة والحفاظ على الإرث التاريخي الإماراتي والخليجي ليبقى شاهداً على العصر للأجيال القادمة.

سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الثقافية شاملة كل المجالات منذ أيام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث كان مهتماً ورائداً في هذا الاتجاه، بادر إلى تمويل ودعم عمليات صون وترميم مواقع أثرية في اليمن وغيرها من الدول، واليوم تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة النهج ذاته في وقت تعيش نهضة ثقافية مميزة شاملة من خلال اهتمامها بكل ما يتعلق بالثقافة، والجدير بالذكر الإشارة إلى الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه في دعم المثقفين والثقافة على نطاق واسع، وما يقدمه للحركة الثقافية من جوائز ودعم في مجالات عديدة كمجال الرواية والشعر والمسرح وغيره.

بالأمس تم افتتاح نزل السلام تحت رعاية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للدراسات والبحوث ومعالي السيدة نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وبحضور شخصيات دبلوماسية وإعلامية ومجتمعية مهتمة بالشأن الثقافي، حيث جاء هذا المشروع كثمرة تعاون بين مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مشروع ضمن مشروعين تم إطلاقهما في عام زايد، الأول هو نزل السلام وهو مشروع ترميم وتأهيل بيت «فتح الله المرباطي»، وهو أول فندق يستقبل زوار مسار اللؤلؤ في المحرق، والذي يحتوي على العديد من العناصر الأساسية التي تميز البيوت البحرينية التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية حديثة ويزين غرف نزل السلام أقوال مأثورة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أما المشروع الثاني «الركن الأخضر» والذي سيفتح قريباً، وهو عبارة عن مبنى سيوظّف لترميم الوثائق واللوحات الفنيّة، للحفاظ على الإرث الإنساني ضمن أساليب منهجية خاصة.

هذا التعاون ذو البعد الثقافي الجغرافي ليس بغريب على استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الحضارية الثقافية في ظل التعاون البناء المثمر في الثقافة لما فيه خير الإنسانية جمعاء. إن المشاريع الثقافية الكبيرة ذات البعد الإنساني هي أوطان من المحبة، وجسور من السلام الذي يعيد إلى الأذهان ذاكرة البحر ورحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وفضاء واسع من الأحلام قبل مساحات البيوت. فأهلاً بهذا التعاون الإيجابي بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة في تقريب جغرافية الخليج العربي بأمل يرسم ملامحه مثل صواري السفن التي تستقر بعد رحلاتها في نزل الجمال والسلام.