سابقة تاريخية وجريمة دولية تتم على أرض العراق تستوجب تحرك المجتمع الدولي
الأربعاء 09 / 10 / 2019
هي ليست مأساة إنسانية فحسب إنما كارثة من كوارث العرب في العراق، العراق الذي كان يعتبر البلد الأغنى عربياً بنفطه وخيراته بل حتى بعلمائه وأطبائه وكوادره البشرية العبقرية، وكان الأكثر تطوراً وتقدماً في مرحلة ما قبل استيلاء إيران على العراق، بات شعبه اليوم يخرج ليثور ضد الفقر والجوع والفساد والبطالة وحرمانه من أبسط حقوقه وهي خدمات الكهرباء والماء!
المختلف في تظاهرات العراق هذه المرة أنها ثورة شعبية مستقلة لا تقودها أي جماعات أو أحزاب سياسية لها مصالح أو أجندة معينة، بل هي ثورة خرج فيها الشعب العراقي بمختلف مذاهبه ومكوناته المجتمعية ليثور ضد مسلسل الظلم الجاري له حيث «طفح الكيل»، لذا كان عنوانها «ثورة الفقراء على الفساد»، بل أحد العراقيين استدرك الأمر بالقول «سقوط هذا العدد الهائل ما بين جرحى وقتلى أكبر دليل على أن الثورة شعبية ليس وراءها أي جهات خارجية أو أحزاب دينية مهما حاولت الحكومة العراقية تضليل المجتمع الخارجي بادعاءات كاذبة، والدليل أن هناك تظاهرات قادتها بعض المرجعيات الدينية في العراق المختلفة فيما بينها على عدد من المصالح، ولم تستخدم الحكومة العراقية معها يوماً السلاح أو القمع، ولم تجرؤ على إطلاق النار على من نظمها».
حتى هذه اللحظة، تكشف وسائل الإعلام أن هناك أكثر من 6000 من الجرحى و280 شهيداً من المتظاهرين العراقيين جراء استخدام الحكومة العراقية العنف المفرط وإطلاق الرصاص الحي واستخدام قنابل الهاون المجرمة دولياً في بغداد والبصرة، فيما الإحصائية المسربة من وزارة الصحة العراقية حسب أحد المصادر العراقية الموثوقة، تفيد أن عدد الجرحى بلغ 9000 جريح! هناك أيضاً مئات المتظاهرين المعتقلين لدى الأمن العراقي ومصيرهم مجهول. المريب في الموضوع التجاهل التام الذي نراه لدى دكاكين حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمنظمات الحقوقية، بل بعض هذه الدكاكين لاتزال مستمرة بمواصلة حراكها الحقوقي في قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي ونشر تقارير مكثفة عنه، وكأن جمال أهم من كل العراقيين، فيما لم نرَ حراكاً جاداً يضغط على المجتمع الدولي لنجدة العراقيين المدنيين العزل أو حتى لتقديم الرعاية اللازمة لهم، أمام قيام القناصين الإيرانيين الذين تم إحضارهم لرمي الشعب الأعزل بالرصاص بإطلاق النار على الأطباء الذين يحاولون إسعاف المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، إلى جانب نقص الأدوية والمواد الطبية لهم، بل الأدهى ووفق مصادر عراقية، هو قيام الميليشيات الإيرانية باقتحام المستشفيات العراقية التي تتم فيها معالجة المتظاهرين وحقنهم بإبر سامة «كما حصل في الأحواز منذ فترة بتوزيع نظام طهران إبراً ملوثة بمرض الإيدز على مستشفيات الأحواز»، ومصادرة هواتف أي شخص يقوم بتصوير ما يحدث، وما حصل أكبر دليل على تسييس هذه الدكاكين الحقوقية وأنها بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الإنسانية التي تزعم أنها تتحرك على أساسها!
ما يحدث في العراق اليوم ليس مفاجئاً، فالشعب جائع ولا يملك حتى قوت يومه ومنهك القوى جراء دوامة طويلة من الفساد المتضخم المستمر، وجراء «قهر الشعب»، وهو يرى الإيرانيين التابعين لنظام طهران الجائر ينعمون بخيرات نفطهم وثرواتهم، ومعهم عملاء لإيران في العراق خونة العرب، فيما هم محرومون من أبسط مقومات الحياة العادلة لهم كمواطنين، أما الصدمة الأكبر بالنسبة لهم فجيعتهم باكتشاف خداع ملالي طهران لهم بوعود كاذبة، وأن هناك مخططاً صفوياً يقوده عملاء إيران في العراق باستبعاد العراقيين العرب المعتزين بهويتهم العربية من كافة المناصب القيادية بالدولة، وإحلال الفرس أو العراقيين محلهم، المختلطة دماؤهم بالفرس والتابعين لإيران، وجعلهم مجرد واجهة وغطاء أمام العالم بأنهم هم من يدير ويقود العراق، فيما الحقيقة أنهم جميعهم دمى بيد نظام طهران الجائر، وهذا ما أثار غضب العراقيين أمام مخطط التغيير الديموغرافي الذي يقوده عملاء إيران حالياً وحملة التطهير العرقي الخفية لأي دم عربي عراقي التي تتم بعيداً عن أنظار العالم وخلف الكواليس، لذا خرجت شعارات المتظاهرين العرب من سنة وشيعة جميعها تحت عنوان واحد «العراق حرة حرة إيران برة برة»؛ ولذا كثف المتظاهرون مشاهد إحراق العلم الإيراني والدوس على صور خامنئي والخميني، والمطالبة بطرد جميع الذيول التابعة للنظام الإيراني في العراق وإعادة شرعية وسيادة العراق العربي، فالفساد الجاري جميعه جاء بسبب النهب المستمر لخيرات العراق لصالح هؤلاء اللصوص الذين لم يلتفتوا يوماً إلى مطالب الشعب العراقي البسيطة جداً وهي توفير الحياة الكريمة لهم على أرضهم العربية.
ما يحدث في العراق اليوم سابقة تاريخية بالأصل على مستوى العالم، في أن تتآمر حكومة بلد ما مع جماعات إرهابية مسلحة في بلد آخر وتسمح لدولة خارجية أجنبية بالتدخل عسكرياً فيها واستبدال عناصر الشرطة بعناصر الميليشيات الإيرانية «هناك مقطع فيديو منتشر لأحد العراقيين وهو يصور أفراد الشرطة المتلثمين الذين يسيرون أمام المتظاهرين، ويصيح في أحدهم والله أنت مو عراقي أنتو مو عراقيين، وكان أحدهم ينظر إليه، وواضح بالأصل أنه إيراني وقد لا يفهم ما يصيح به العراقي من كلام عربي!»، بل الأدهى قيام قوات الحشد الشعبي التابعة لنظام إيران وكتائب حزب الله وسرايا الخرساني الإرهابية، بإطلاق النار، ليس على المتظاهرين فقط، بل حتى عناصر الشرطة العراقية أنفسهم الرافضين إطلاق النار على المتظاهرين، مما يعكس مدى تغلغل القرارات الإيرانية داخل حكومة العراق الحالية، إلى جانب استدعاء كبار الإرهابيين الإيرانيين المطلوبين لدى قائمة الإرهاب، منهم الإرهابي أبومهدي المهندس وهادي العامري، لإعطاء أوامر بضرب المتظاهرين العزل بالرصاص الحي، وهما من المتورطين أصلاً في محاولة اغتيال أمير الكويت وتفجير موكبه عام 1985، واختطاف إحدى طائرات الكويت واستهداف سفارة أمريكا وفرنسا بالسيارات المفخخة، وهما مطلوبان للعدالة ومحكوم عليهما بالإعدام غيابياً، فمسألة دعم القيادات الإرهابية لإبادة شعب أعزل يتظاهر بشكل سلمي لا تتم إلا في دولة العصابات التي تقوم على قانون الغاب!
هذه جريمة دولية تستوجب تدخل الأمم المتحدة فوراً، والتي تقوم جهودها على تعزيز السلام الدولي ومكافحة الإرهاب إمام هذا الإجرام الدموي الحاصل اليوم في العراق، فالكارثة لا تختص بأهل العراق إنما بجميع شعوب المنطقة، ودخول كل هذه الميليشيات الإرهابية وقيادتهم لحملات التطهير العرقي له أبعاده وانعكاساته على جميع الدول.
المختلف في تظاهرات العراق هذه المرة أنها ثورة شعبية مستقلة لا تقودها أي جماعات أو أحزاب سياسية لها مصالح أو أجندة معينة، بل هي ثورة خرج فيها الشعب العراقي بمختلف مذاهبه ومكوناته المجتمعية ليثور ضد مسلسل الظلم الجاري له حيث «طفح الكيل»، لذا كان عنوانها «ثورة الفقراء على الفساد»، بل أحد العراقيين استدرك الأمر بالقول «سقوط هذا العدد الهائل ما بين جرحى وقتلى أكبر دليل على أن الثورة شعبية ليس وراءها أي جهات خارجية أو أحزاب دينية مهما حاولت الحكومة العراقية تضليل المجتمع الخارجي بادعاءات كاذبة، والدليل أن هناك تظاهرات قادتها بعض المرجعيات الدينية في العراق المختلفة فيما بينها على عدد من المصالح، ولم تستخدم الحكومة العراقية معها يوماً السلاح أو القمع، ولم تجرؤ على إطلاق النار على من نظمها».
حتى هذه اللحظة، تكشف وسائل الإعلام أن هناك أكثر من 6000 من الجرحى و280 شهيداً من المتظاهرين العراقيين جراء استخدام الحكومة العراقية العنف المفرط وإطلاق الرصاص الحي واستخدام قنابل الهاون المجرمة دولياً في بغداد والبصرة، فيما الإحصائية المسربة من وزارة الصحة العراقية حسب أحد المصادر العراقية الموثوقة، تفيد أن عدد الجرحى بلغ 9000 جريح! هناك أيضاً مئات المتظاهرين المعتقلين لدى الأمن العراقي ومصيرهم مجهول. المريب في الموضوع التجاهل التام الذي نراه لدى دكاكين حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمنظمات الحقوقية، بل بعض هذه الدكاكين لاتزال مستمرة بمواصلة حراكها الحقوقي في قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي ونشر تقارير مكثفة عنه، وكأن جمال أهم من كل العراقيين، فيما لم نرَ حراكاً جاداً يضغط على المجتمع الدولي لنجدة العراقيين المدنيين العزل أو حتى لتقديم الرعاية اللازمة لهم، أمام قيام القناصين الإيرانيين الذين تم إحضارهم لرمي الشعب الأعزل بالرصاص بإطلاق النار على الأطباء الذين يحاولون إسعاف المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، إلى جانب نقص الأدوية والمواد الطبية لهم، بل الأدهى ووفق مصادر عراقية، هو قيام الميليشيات الإيرانية باقتحام المستشفيات العراقية التي تتم فيها معالجة المتظاهرين وحقنهم بإبر سامة «كما حصل في الأحواز منذ فترة بتوزيع نظام طهران إبراً ملوثة بمرض الإيدز على مستشفيات الأحواز»، ومصادرة هواتف أي شخص يقوم بتصوير ما يحدث، وما حصل أكبر دليل على تسييس هذه الدكاكين الحقوقية وأنها بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الإنسانية التي تزعم أنها تتحرك على أساسها!
ما يحدث في العراق اليوم ليس مفاجئاً، فالشعب جائع ولا يملك حتى قوت يومه ومنهك القوى جراء دوامة طويلة من الفساد المتضخم المستمر، وجراء «قهر الشعب»، وهو يرى الإيرانيين التابعين لنظام طهران الجائر ينعمون بخيرات نفطهم وثرواتهم، ومعهم عملاء لإيران في العراق خونة العرب، فيما هم محرومون من أبسط مقومات الحياة العادلة لهم كمواطنين، أما الصدمة الأكبر بالنسبة لهم فجيعتهم باكتشاف خداع ملالي طهران لهم بوعود كاذبة، وأن هناك مخططاً صفوياً يقوده عملاء إيران في العراق باستبعاد العراقيين العرب المعتزين بهويتهم العربية من كافة المناصب القيادية بالدولة، وإحلال الفرس أو العراقيين محلهم، المختلطة دماؤهم بالفرس والتابعين لإيران، وجعلهم مجرد واجهة وغطاء أمام العالم بأنهم هم من يدير ويقود العراق، فيما الحقيقة أنهم جميعهم دمى بيد نظام طهران الجائر، وهذا ما أثار غضب العراقيين أمام مخطط التغيير الديموغرافي الذي يقوده عملاء إيران حالياً وحملة التطهير العرقي الخفية لأي دم عربي عراقي التي تتم بعيداً عن أنظار العالم وخلف الكواليس، لذا خرجت شعارات المتظاهرين العرب من سنة وشيعة جميعها تحت عنوان واحد «العراق حرة حرة إيران برة برة»؛ ولذا كثف المتظاهرون مشاهد إحراق العلم الإيراني والدوس على صور خامنئي والخميني، والمطالبة بطرد جميع الذيول التابعة للنظام الإيراني في العراق وإعادة شرعية وسيادة العراق العربي، فالفساد الجاري جميعه جاء بسبب النهب المستمر لخيرات العراق لصالح هؤلاء اللصوص الذين لم يلتفتوا يوماً إلى مطالب الشعب العراقي البسيطة جداً وهي توفير الحياة الكريمة لهم على أرضهم العربية.
ما يحدث في العراق اليوم سابقة تاريخية بالأصل على مستوى العالم، في أن تتآمر حكومة بلد ما مع جماعات إرهابية مسلحة في بلد آخر وتسمح لدولة خارجية أجنبية بالتدخل عسكرياً فيها واستبدال عناصر الشرطة بعناصر الميليشيات الإيرانية «هناك مقطع فيديو منتشر لأحد العراقيين وهو يصور أفراد الشرطة المتلثمين الذين يسيرون أمام المتظاهرين، ويصيح في أحدهم والله أنت مو عراقي أنتو مو عراقيين، وكان أحدهم ينظر إليه، وواضح بالأصل أنه إيراني وقد لا يفهم ما يصيح به العراقي من كلام عربي!»، بل الأدهى قيام قوات الحشد الشعبي التابعة لنظام إيران وكتائب حزب الله وسرايا الخرساني الإرهابية، بإطلاق النار، ليس على المتظاهرين فقط، بل حتى عناصر الشرطة العراقية أنفسهم الرافضين إطلاق النار على المتظاهرين، مما يعكس مدى تغلغل القرارات الإيرانية داخل حكومة العراق الحالية، إلى جانب استدعاء كبار الإرهابيين الإيرانيين المطلوبين لدى قائمة الإرهاب، منهم الإرهابي أبومهدي المهندس وهادي العامري، لإعطاء أوامر بضرب المتظاهرين العزل بالرصاص الحي، وهما من المتورطين أصلاً في محاولة اغتيال أمير الكويت وتفجير موكبه عام 1985، واختطاف إحدى طائرات الكويت واستهداف سفارة أمريكا وفرنسا بالسيارات المفخخة، وهما مطلوبان للعدالة ومحكوم عليهما بالإعدام غيابياً، فمسألة دعم القيادات الإرهابية لإبادة شعب أعزل يتظاهر بشكل سلمي لا تتم إلا في دولة العصابات التي تقوم على قانون الغاب!
هذه جريمة دولية تستوجب تدخل الأمم المتحدة فوراً، والتي تقوم جهودها على تعزيز السلام الدولي ومكافحة الإرهاب إمام هذا الإجرام الدموي الحاصل اليوم في العراق، فالكارثة لا تختص بأهل العراق إنما بجميع شعوب المنطقة، ودخول كل هذه الميليشيات الإرهابية وقيادتهم لحملات التطهير العرقي له أبعاده وانعكاساته على جميع الدول.