الرأي

الملتقى الحكومي 2019

الملتقى الحكومي السنوي، هو لقاء سنوي يجمع المسؤولين وصناع القرار الحكوميين لمناقشة أهم القضايا التي تواجه القطاع الحكومي من أجل وضع حلول واقعية مرتهنة بخطة زمنية ومؤشرات قياس لتنفيذها لتعزيز وتطوير العمل الحكومي.

جميل أن يقيم القطاع الحكومي نفسه، ويقيم خدماته، ويضع التحديات التي تواجهه نصب عينه، ليستطيع أن يصوغ لها حلولاً منطقية تتناسب مع واقعنا اليوم، وتخدم تطلعات الوطن والمواطنين.

وجميل أن نرى التكامل الحكومي، واضحاً خلال هذا الملتقى، فنرى المسؤولين يعملون كفريق واحد، بعيداً عن الأنانية التي قد يستشعرها المواطن في بعض الأحيان من بعض المؤسسات الحكومية التي تريد أن تستأثر بالإنجازات لنفسها، وتعمل في معزل عن باقي الوزارات والمؤسسات الحكومية في الدولة.

الواقع والحقيقة أن كل مؤسسة حكومية مرتبطة بشكل أو بآخر بالمؤسسات الحكومية الأخرى، ولا توجد مؤسسة حكومية تعمل بمعزل عن المنظومة الحكومية، كما إنه لا توجد مؤسسة حكومية مملوكة لأي مسؤول، فالمناصب كما نعرف هي تكليف لا تشريف، وأن على أي قائد أو مسؤول مهام وظيفية شأنه شأن أي موظف في المؤسسة، بل إن مهامه أصعب لأنه المسؤول أمام حكومة البحرين عن تحقيق الأهداف المطلوب تحقيقها. فلا يصح أن نرى مسؤولاً يصم أذنيه عن موظفيه أو عن المواطنين، ولا يصح أن نرى مؤسسة أو وزارة حكومية تسبح خارج السرب الحكومي، فالعمل لا يتم إلا بالتواصل وبالتكامل.

وعلى سبيل المثال لا للحصر لا أستطيع أن أحقق سياحة ناجعة دونما تكامل مع باقي الأطراف كالثقافة والإعلام، والمواصلات وغيرها. ولا أستطيع أن أحل مشكلة البطالة دونما تكامل مطلق بين التعليم والتدريب التطبيقي، وهيئة تنظيم سوق العمل، وتمكين وغيرها.

ولا أستطيع أن أبنى شارعاً جديداً دونما تكامل بين وزارة الأشغال ووزارة المواصلات، والإدارة العامة للمرور وشركات الاتصال، وغيرها

* رأيي المتواضع:

انتهى زمن «الزعامات المفردة»، وأصبح العالم كله يؤمن بالشراكات والتكامل، فلننظر إلى الصورة الكبرى، ولنضع البحرين نصب أعيننا فأي إنجاز يحققه أي فرد منا هو إنجاز للبحرين، وأي إنجاز تحققه أي جهة حكومية هو نجاح للمنظومة الحكومية البحرينية، وينعكس على الوطن والمواطن.

لقاء حكومي لا يخلو من الصراحة والمكاشفة التي اعتدنا عليها من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بتنا نتلمس مخرجاته، التي تعمل في إطار العمل الحكومي الموحد الذي يتفق مع رؤى وتطلعات مملكة البحرين. فكل التوفيق لهذا الملتقى.