الأختام الدلمونية وحكاية شعب
الأحد 14 / 07 / 2019
جاء وقع خبر إدراج تلال مدافن دلمون على لائحة قائمة التراث العالمي «اليونسكو» فرحة لكل بحريني يفخر بهذا الإرث التاريخي الإنساني العريق الموجود في بلده، ويعتبر اليوم ثالث موقع بعد قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ يتم إدراجه على هذه القائمة العالمية التي تضم مواقع كثيرة من مختلف أنحاء العالم.
أرض دلمون أرض حضارة وخير سماها السومريون أرض الخلود وأرض الحياة وأرض الفردوس، تلك الحضارة الدلمونية التي نشأت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية هي أرض غنية بالمقتنيات الأثرية الثمينة، من أشهرها الأواني الفخارية والأختام الدلمونية.
الجميل في هذا الأمر أن مختصي مجال التنقيب أكدوا من خلال الأبحاث العلمية أن البحرين كانت مركزاً لصناعة الأختام الدلمونية ويوجد بها أكثر من 550 ختماً دلمونياً، وما يقارب من 400 ختم دلموني في جزيرة فيلكا بالكويت، إلى جانب بعض منها تم الحصول عليه بسبب التنقلات البحرية التجارية في جنوب العراق في أور، وفي لوثال ببلاد الهند، وفي سوسه بعيلام، ومزياد بعمان، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة.
كثيراً ما يشدني عالم الآثار في بلدي.. وكثيراً ما أسأل نفسي: هل الأختام الدلمونية من ابتكار الدلمونيين؟ وكيف لنا أن نعرف قصة كل ختم؟ وهل كل ختم يشبه في شكله ومقصده الختم الآخر؟ دلمون التي نشأت في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، والتي تتميز بعمق ثقافتها التجارية والاقتصادية والاجتماعية استخدمت الأختام الدلمونية فيها منذ عام 2050 قبل الميلاد حتى 1500 قبل الميلاد بعد سقوطها على يد الكيشيين وجاءت لتوضح بمختلف أشكالها وتصنيفاتها هوية الأشخاص والبلد وتاريخه ومراحل تطوره.
إن الأختام الدلمونية بشكلها الدائري والذي ميزّها عن الأختام الأخرى والتي غالباً لا يتعدى قطرها 3 سم، نقشت ورسمت عليها عناصر ورموز لها دلالات كثيرة، وتروي قصصاً ومواقف.. فمنها رمز الرجل العاري والرجل الذي يرتدي لباساً، والآلهة أو الملك أو الملكة، أو الغزال أو الظباء أو وحيد القرن، أو الثور أو القمر أو النبتة، أشكال متنوعة نحن بحاجة أن نفسّرها لندرك عمق هذه الحضارة.
هذه المقتنيات التاريخية الفنية أحادية الوجه يتم دمغها على الطين، وجهها الأمامي مسطح ترسم عليه الرسومات، أما الوجه الآخر فهو مقبب، وقد صنفت من حيث الزمن إلى أختام دلمون المبكرة والانتقالية المتوسطة والمتأخرة، ويتم التفريق بينهم من الوجه الخلفي، والكثير يرجح أن وجود أي نوع من الأختام في أي بلد أو حضارة دليل على وجود التجارة وانتعاشها، وهناك فرق بين أختام دلمون المبكرة حيث استخدمت فقط لتجار دلمون «البحرين»، أما الأختام الدلمونية التي ظهرت في دلمون المتأخرة فقد استخدمت لدى تجار دلمون الإقليم تلك الأختام التي صنعت من الصدف ومن الحجر الصابوني.
هذه المقدمة التاريخية عن الأختام الدلمونية تقودنا إلى قضية مهمة يجب الالتفات إليها لما لها من تأثير على فهم المراحل والأدوار التي لعبتها هذه الأختام عبر التاريخ الدلموني، فنحن نعاني اليوم من ندرة الكتابات حول تلك الأختام التي تفسّر فترة مهمة بكل ظواهرها الحضارية على الرغم من صغر حجمها وبساطة الرسومات المرسومة فوقها، إلا أنها ترصد جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية في وقت نحن بحاجة إلى أن نعزز هذه القيمة التاريخية بداخل البحرين وبين الأبناء والأجيال.
إن من الجميل أن نعرف نحن كشعب قيمة إرثنا التاريخي وموقعه داخل نفوسنا ومناهجنا الدراسية قبل أن يكون موقعاً معترفاً به على قوائم التراث العالمية.. وجميل أن يزور أبناؤنا معلم بلدهم التاريخي ويعرفون قيمته الحضارية وتفاصيله التاريخية قبل الأجنبي فهذه المواقع هي معالم تعكس وجهة ثقافية عريقة وتحكي حكاية هذا الشعب الموغل في عمق التاريخ.
أرض دلمون أرض حضارة وخير سماها السومريون أرض الخلود وأرض الحياة وأرض الفردوس، تلك الحضارة الدلمونية التي نشأت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية هي أرض غنية بالمقتنيات الأثرية الثمينة، من أشهرها الأواني الفخارية والأختام الدلمونية.
الجميل في هذا الأمر أن مختصي مجال التنقيب أكدوا من خلال الأبحاث العلمية أن البحرين كانت مركزاً لصناعة الأختام الدلمونية ويوجد بها أكثر من 550 ختماً دلمونياً، وما يقارب من 400 ختم دلموني في جزيرة فيلكا بالكويت، إلى جانب بعض منها تم الحصول عليه بسبب التنقلات البحرية التجارية في جنوب العراق في أور، وفي لوثال ببلاد الهند، وفي سوسه بعيلام، ومزياد بعمان، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة.
كثيراً ما يشدني عالم الآثار في بلدي.. وكثيراً ما أسأل نفسي: هل الأختام الدلمونية من ابتكار الدلمونيين؟ وكيف لنا أن نعرف قصة كل ختم؟ وهل كل ختم يشبه في شكله ومقصده الختم الآخر؟ دلمون التي نشأت في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، والتي تتميز بعمق ثقافتها التجارية والاقتصادية والاجتماعية استخدمت الأختام الدلمونية فيها منذ عام 2050 قبل الميلاد حتى 1500 قبل الميلاد بعد سقوطها على يد الكيشيين وجاءت لتوضح بمختلف أشكالها وتصنيفاتها هوية الأشخاص والبلد وتاريخه ومراحل تطوره.
إن الأختام الدلمونية بشكلها الدائري والذي ميزّها عن الأختام الأخرى والتي غالباً لا يتعدى قطرها 3 سم، نقشت ورسمت عليها عناصر ورموز لها دلالات كثيرة، وتروي قصصاً ومواقف.. فمنها رمز الرجل العاري والرجل الذي يرتدي لباساً، والآلهة أو الملك أو الملكة، أو الغزال أو الظباء أو وحيد القرن، أو الثور أو القمر أو النبتة، أشكال متنوعة نحن بحاجة أن نفسّرها لندرك عمق هذه الحضارة.
هذه المقتنيات التاريخية الفنية أحادية الوجه يتم دمغها على الطين، وجهها الأمامي مسطح ترسم عليه الرسومات، أما الوجه الآخر فهو مقبب، وقد صنفت من حيث الزمن إلى أختام دلمون المبكرة والانتقالية المتوسطة والمتأخرة، ويتم التفريق بينهم من الوجه الخلفي، والكثير يرجح أن وجود أي نوع من الأختام في أي بلد أو حضارة دليل على وجود التجارة وانتعاشها، وهناك فرق بين أختام دلمون المبكرة حيث استخدمت فقط لتجار دلمون «البحرين»، أما الأختام الدلمونية التي ظهرت في دلمون المتأخرة فقد استخدمت لدى تجار دلمون الإقليم تلك الأختام التي صنعت من الصدف ومن الحجر الصابوني.
هذه المقدمة التاريخية عن الأختام الدلمونية تقودنا إلى قضية مهمة يجب الالتفات إليها لما لها من تأثير على فهم المراحل والأدوار التي لعبتها هذه الأختام عبر التاريخ الدلموني، فنحن نعاني اليوم من ندرة الكتابات حول تلك الأختام التي تفسّر فترة مهمة بكل ظواهرها الحضارية على الرغم من صغر حجمها وبساطة الرسومات المرسومة فوقها، إلا أنها ترصد جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية في وقت نحن بحاجة إلى أن نعزز هذه القيمة التاريخية بداخل البحرين وبين الأبناء والأجيال.
إن من الجميل أن نعرف نحن كشعب قيمة إرثنا التاريخي وموقعه داخل نفوسنا ومناهجنا الدراسية قبل أن يكون موقعاً معترفاً به على قوائم التراث العالمية.. وجميل أن يزور أبناؤنا معلم بلدهم التاريخي ويعرفون قيمته الحضارية وتفاصيله التاريخية قبل الأجنبي فهذه المواقع هي معالم تعكس وجهة ثقافية عريقة وتحكي حكاية هذا الشعب الموغل في عمق التاريخ.