علم الفبركة الذكي
السبت 15 / 06 / 2019
يمكنني اليوم أن أنطقك بما لم ترد قوله يوماً، بل بما لم يخطر لك على بال، يمكنني إقناع العالم من حولك أنك فعلت، ما يعني توريطك بمواقف لا تمت إليك بصلة وبطريقة غير قابلة للتشكيك على الإطلاق، ولعل ليس ثمة فرص لتبرئتك مما قد أنسبه إليك من تهم، مهما وكلت من المحامين. المسألة ببساطة أني أسبر أغوار الذكاء الاصطناعي المخيف وأشاطرك التجربة.
لعلنا لاحظنا في السنوات الأخيرة تطور صناعة السينما على نحو مثير، لا سيما في أفلام الخيال العلمي، وعلى نحو يحاكي الواقع، ما يجعل الصور والأحداث مثيرة ومنطقية وأدعى إلى التصديق والجذب للمتابعة والمشاهدة، فلا بأس برجل بثلاث أذرع، أو بأذرع أخطبوطية، ولا بأس برجل بأذني حمار وصوت كلب وذيل فأر، كل ذلك بات ممكناً على نحو حقيقي قابل للتصديق. إننا اليوم أمام صناعة الشخصيات الوهمية أو الإيحاءات غير المنطقية والطبيعية لشخوص حقيقيين، وذلك بإنشاء بيانات جديدة عبر البيانات الحقيقية المحدودة المتوفرة لك، صورتك أو مقطع فيديو لك أو تسجيل يحمل بصمة صوتك.
ما أخبرتك به في بداية المقال بات ممكناً بفضل الذكاء الاصطناعي والبرامج التكنولوجية التي تحرك الصور وتخلق منها فيديو متكامل العناصر بجودة عالية، وذلك من خلال الشبكات العصبية المتبارزة التطور الخارق، ويشرح العلماء هذه التقنية بإمكانية تبارز اثنين من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد صور أو أصوات واقعية للغاية وأصيلة، كشكل من أشكال التزييف الرقمي. وأن هذه المقاربة «المعروفة بشبكة التعارض التوليدية Generative adversarial network، أو اختصاراً الشبكة غان GAN» هي عبارة عن شبكتين عصبيتين تتباريان «في لعبة قط وفأر رقمية». وتعمل على إجراء تغيير على صور رأتها بالفعل أو توليدها، حتى أن «الشبكة المميزة لا تستطع التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة»..!!
إن الوقوف على هذه التقنية يجعلنا ندرك جيداً أنه بإمكاننا إنطاق الموتى والمشاهير وكل من تقع صورته بين أيدينا، عبر فبركة تسجيلات لم تحدث على الإطلاق، ما يطعن في مصداقية كل الفيديوات التي شاهدتها في السنوات الأخيرة أو ربما ستشاهدها لاحقاً، فقد استغلت هذه التقنية في إنتاج الأفلام الإباحية والدعايات السياسية المفبركة. وتكمن الخطورة الأكبر في أن هذه التقنيات لم تعد حكراً على قطاع الصناعة السينمائية، بل أصبحت متاحة لجميع مستخدمي الإنترنت من خلال برامج متعددة باستخدام تقنية GAN.
* اختلاج النبض:
بعدما كان هدفها الأساسي تطوير صناعة الترفيه السينمائي، سيكون لتقنيات «الشبكات العصبية المتبارزة التطور الخارق» انعكاسات اجتماعية وسياسية خطيرة ستؤدي إلى تشويه السمعة أو استغلال الرموز والمشاهير في الدعاية لأي غرض كان، أو إقامة الحجة على أشخاص أبرياء مما ينسب إليهم، وكذلك إلى تضليل القضاء، ما يستدعي البحث عن حلول حقيقية وجذرية للكشف عن التسجيلات أيها حقيقي وأيها المفبرك.
لعلنا لاحظنا في السنوات الأخيرة تطور صناعة السينما على نحو مثير، لا سيما في أفلام الخيال العلمي، وعلى نحو يحاكي الواقع، ما يجعل الصور والأحداث مثيرة ومنطقية وأدعى إلى التصديق والجذب للمتابعة والمشاهدة، فلا بأس برجل بثلاث أذرع، أو بأذرع أخطبوطية، ولا بأس برجل بأذني حمار وصوت كلب وذيل فأر، كل ذلك بات ممكناً على نحو حقيقي قابل للتصديق. إننا اليوم أمام صناعة الشخصيات الوهمية أو الإيحاءات غير المنطقية والطبيعية لشخوص حقيقيين، وذلك بإنشاء بيانات جديدة عبر البيانات الحقيقية المحدودة المتوفرة لك، صورتك أو مقطع فيديو لك أو تسجيل يحمل بصمة صوتك.
ما أخبرتك به في بداية المقال بات ممكناً بفضل الذكاء الاصطناعي والبرامج التكنولوجية التي تحرك الصور وتخلق منها فيديو متكامل العناصر بجودة عالية، وذلك من خلال الشبكات العصبية المتبارزة التطور الخارق، ويشرح العلماء هذه التقنية بإمكانية تبارز اثنين من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد صور أو أصوات واقعية للغاية وأصيلة، كشكل من أشكال التزييف الرقمي. وأن هذه المقاربة «المعروفة بشبكة التعارض التوليدية Generative adversarial network، أو اختصاراً الشبكة غان GAN» هي عبارة عن شبكتين عصبيتين تتباريان «في لعبة قط وفأر رقمية». وتعمل على إجراء تغيير على صور رأتها بالفعل أو توليدها، حتى أن «الشبكة المميزة لا تستطع التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة»..!!
إن الوقوف على هذه التقنية يجعلنا ندرك جيداً أنه بإمكاننا إنطاق الموتى والمشاهير وكل من تقع صورته بين أيدينا، عبر فبركة تسجيلات لم تحدث على الإطلاق، ما يطعن في مصداقية كل الفيديوات التي شاهدتها في السنوات الأخيرة أو ربما ستشاهدها لاحقاً، فقد استغلت هذه التقنية في إنتاج الأفلام الإباحية والدعايات السياسية المفبركة. وتكمن الخطورة الأكبر في أن هذه التقنيات لم تعد حكراً على قطاع الصناعة السينمائية، بل أصبحت متاحة لجميع مستخدمي الإنترنت من خلال برامج متعددة باستخدام تقنية GAN.
* اختلاج النبض:
بعدما كان هدفها الأساسي تطوير صناعة الترفيه السينمائي، سيكون لتقنيات «الشبكات العصبية المتبارزة التطور الخارق» انعكاسات اجتماعية وسياسية خطيرة ستؤدي إلى تشويه السمعة أو استغلال الرموز والمشاهير في الدعاية لأي غرض كان، أو إقامة الحجة على أشخاص أبرياء مما ينسب إليهم، وكذلك إلى تضليل القضاء، ما يستدعي البحث عن حلول حقيقية وجذرية للكشف عن التسجيلات أيها حقيقي وأيها المفبرك.