الرأي

إسرائيل تلتقط صورة 'سيلفي' مع الأرض

قليل من لم يسمع القول الشائع أن «الصورة تساوي ألف كلمة»، وقد دخلت العديد من صور الربيع العربي ضمن قائمة الصور المرشحة للفوز بلقب «صورة العام» منذ 2011 حتى الآن، وهذا مجد يجدر بنا أن نحتفي به رغم أن المصورين في أغلبهم أجانب. وكلنا نذكر صورة الطفل الملقى على الشاطئ المعروفة بصورة «آلان كردي» والمنشورة في 2 سبتمبر 2015، إذ اشتهر في وسائل الإعلام طفل سوري صغير لم يتجاوز الثالثة من العمر كان قد مات غرقاً وصعقت صورته على شاطئ تركي ضمير العالم، حيث كان برفقة والديه وأخيه فيما كانوا يحاولون الوصول إلى اليونان بواسطة قارب. لقد توفي بعد أن انزلق من يد والده عقب انقلاب القارب في عرض البحر المتوسط، وتوفي معه في الحادث والدته وأخوه. تستمر الصور متغيرة ومتنوعة حتى لا يمل المشاهد، فمنها صورة موتى الأطفال جراء القصف، وصورة دموع أطفال، والهروب من تحت الأنقاض، واستهداف المدنيين في حلب، والقصف الجوي، ومحاولات عبور اللاجئين للحدود، ثم أخيراً صورة عمران الطفل السوري الذي ظهر في 18 أغسطس 2016 في وسائل الإعلام المختلفة ووجهه ملطخ بالدماء والتراب، وكان وجهه مذهولاً، فلاقت الصورة انتشاراً واسعاً في العالم بسبب براءة عمران حتى إن مذيعة قناة «سي إن إن» بكت أثناء تقرير الصورة.

على النقيض من صور الأطفال، يحاول الصهاينة أن يغلبوننا بمواضيع صورهم، فمن على بعد 37600 كيلومتر فوق الأرض، قامت المركبة الفضائية الإسرائيلية «بريشيت» بالتقاط صورة «سيلفي» للأرض مع العلم الصهيوني والمركبة متجهة إلى القمر مع عبارتي «بلد صغير، أحلام كبيرة». وستهبط على القمر تحمل صورة للعلم الإسرائيلي، أما نحن فلم نرفع علماً عربياً واحداً على أرض فلسطين المحتلة، وبني صهيون يروجون أن علم بلادهم سيرفع في كل الدول العربية حرباً أو سلماً على سفاراتهم بعد التطبيع المزعوم.

المركبة التي صورت علم إسرائيل مع الأرض سيلفي تحمل اسم «بيريشيت» وتعني «سفر التكوين» باللغة العبرية، انطلقت من كيب كانافيرال على قمة صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة SpaceX الأمريكية الخاصة التي يملكها رجل الأعمال إيلون مسك. وفي في حال نجحت في مهمتها، ستصنع بريشيت التاريخ مرتين بكونها مركبة فضائية تابعة للقطاع الخاص تهبط على القمر، وكأول مركبة فضائية من إسرائيل.

* اختلاج النبض:

نسينا أن نذكر أن «عمران» و«آلان» كلفوا حتى تظهر لهم الصور الكثير من قنابل وطائرات ومتفجرات وقوارب مطاطية تطاردها قوارب خفر السواحل اليونانية والإيطالية، وكل سفن البحر المتوسط. أما سفينة «بريشيت» التي صورت علم الصهاينة مع الأرض سيلفي وهي ذات أربعة أرجل فبالكاد يبلغ حجمها حجم غسالة فقط.