الرأي

إلى 'الصحة'.. مطلوب مكتب للاستشارات العلاجية

التطور الصحي والعلاجي في البحرين بالذات، تطور تطوراً سريعاً من البدائية إلى التحديث بدخول المستشفى الأمريكي عام 1900 كما تقول الوثائق التاريخية المعتمدة «المرجع كتاب «مسيرة وطن» للأستاذ عبدالعزيز يوسف أحمد السيد».

قبل ذلك، لم تكن البحرين تعدم من يمارس التطبيب، بل هناك من مارس هذه المهنة، لكن حسب ما هو موجود في غابر الزمن، فكان التشافي بالقرآن الكريم والأعشاب والكي، وبعض التركيبات الدوائية العشبية، والمستخلصة من بعض الثمرات وبالعسل، وأشهر حواج «صيدلي» بحريني لمع اسمه هو الحواج بوماجد المسقطي، وكان دكانه في المنامة، إلى الشرق من بلدية المنامة القديمة، وهذا الحواج لديه إلمام كامل بالأعشاب الدوائية القديمة، ودكانه عامر بها، فقط صف له علتك، يعطيك دواءها، ويفيدك بكيفية استعمالها -من كتاب من عبق الماضي لكاتب هذا المقال-، كما ذاع صيت الظاعن في جبر الكسور وبعض العلاجات الأخرى مثل «المساد»، إلى جانب المرحوم بهلول، ومن النساء المشهورات في علاج النساء خاصة والرجال قليلاً، المرحومة منيرة البلدانية، ومن القابلات «الولادات»، أم جان التي اتخذت من المحرق مقراً لها بعد قدومها من الخارج، وعلى يديها تمت ولادة أكثر أبناء وبنات المحرق، والجميع يذكرونها بالخير، وهذا لا يعني أن المحرق قبلها لا توجد امرأة قابلة، بل هناك نساء كثيرات بحرينيات معروفات عند الجيل الذي سبقنا، كذلك توجد مثيلات لهن في المنامة وأشهر قابلات المنامة صفية أم محمد، ولطيفة بوحمود في فريج الشيوخ «بوصرة»، وأَجزم أن كل قرية وفريق فيه قابلة معروفة.

ولنهضة البحرين منذ عهد المغفور له حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، أعارت الحكومة الجانب الصحي كل اهتمام وتحديثه، وكل حاكم أضاف لبنة في هذا الصرح الإنساني النبيل، منذ ذلك العهد إلى عهدنا الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله تعالى ورعاه، وأضاف إضافات محسوبة لجلالته في سجل التاريخ الطبي والعلاجي، مثل المستشفى العسكري ومستشفى حمد الجامعي بالمحرق، فإذا كنا -أعني جيلنا- نسافر إلى الهند لإجراء عملية اللوزتين والزائدة الدودية، فإننا اليوم نقوم بإجراء أدق العمليات وأشهرها، من قمة الرأس البشري إلى أخمص قدميه، لكننا مازلنا نرى الكثير من مواطني البحرين يفضلون السفر إلى الخارج للعلاج، مع توفر علاج لما يشتكون منه بين ظهرانينا وبالمجان في المستشفيات الحكومية.

وحسب معايشتي في وطني الصغير، الكبير بأهله، مازال بعض المرضى إذا طال علاجه في المستشفيات الحكومية المجانية، يصر على السفر للعلاج في أي دولة يراها هو أو وصفها له صديق أن في تلك الدولة علاجاً ناجعاً وسريعاً، فيشد الرحال طلباً للشفاء، وهذا حق، تكفله له القوانين، إلا أن الملاحظ أنه بعد عودته من السفر وصرف ما في الجيب، أنه يحدث أهله وزملاءه بأن الطبيب في تلك الدولة التي قصدها، أفاده بأن لا جديد لدينا لعلتك إلا ما قدمته لك دولتك؟!

من أجل كل ما ذكرت، أناشد وزارة الصحة بفتح مكتب في مجمع السلمانية الطبي للاستشارات العلاجية في الخارج، فإذا يوجد علاج للمتقدم لدى مستشفى تخصصي في المملكة، فبكل صدق وشفافية يفاد به، وإذا يوجد علاج أكثر تقدماً من مستشفياتنا، أيضاً يفاد به وفي أي دولة واسم الطبيب المعالج، مع تزويده بالتقارير الطبية والعلاج الذي ناله في مستشفياتنا، وتكون وزارة الصحة قد أدت واجبها على أكمل وأجمل وجه وتشكر عليه، ولا لوم عليها إذا سافر، ولا بد من إفادة الجميع بأن بعض المستشفيات في الخارج تطلب مبلغاً ضخماً كتأمين قبل إجراء الفحوصات والأشعة والتحاليل، راجياً للجميع من أن يثقوا في مستشفياتنا وأطبائنا فهم محل ثقة، وتشكر الحكومة الموقرة على ما تقدمه من رعاية وما تبذله من مال سخي لعلاج كل مواطن فهي مسؤولة عن الجميع.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي