إنتخابات

محللون وسياسيون: 'التواصل' تتسبب بانخفاض توافد الناخبين إلى المقار الانتخابية

- البنعلي: الناخب يرى وجوده في المقر أمر غير مجدٍ

- المقار أصبحت أماكن للاحتفال وتناول الشاي والتفرج فقط!

- الحضور المكثف بسبب توافد ناخبين من دوائر أخرى

- مكاوي: حضور مكثف للناخبين في يوم افتتاح بعض المقار

- الحويحي: حالة فتور في الحملات والمقرات

..

فاطمة يتيم

أكد خبراء سياسيون انخفاض نسبة حضور الناخبين في مقرات المترشحين، لافتين إلى أن الحضور المكثف يكون في يوم الافتتاح فقط، عازين ذلك إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في التقليل من الاهتمام بدور الخيام الانتخابية في التواصل المباشر بين المرشح والناخب.

وقال الخبير السياسي أحمد البنعلي، "لا نقول قلة حضور ولا انعدام حضور بل يعتبر هبوطاً في تواجد الناخبين وحتى المترشحين في مقراتهم الانتخابية مقارنة بانتخابات 2014، بصورة عامة وليس الجميع".

وأضاف "نرى الآن 4 مقرات في شارع واحد كانت مفتوحة في يوم الافتتاح فقط، ولكنها تخلو من تواجد الناخبين باقي الأيام لأنها مغلقة، وبعض المترشحين لا يتواجدون في المقرات يومياً، وهذا أمر غير صحيح، لأن الناخبين يحتاجون إلى المزيد من التواصل والمناقشة مع المرشح لكي يعرفون توجهاته وفكره".

وأوضح البنعلي: "العملية الآن أصبحت وكأنها مجرد احتفال لا أكثر ولا أقل، وكأن المرشح يقوم بترتيب "جلسة" تشمل وجبة العشاء وتناول الشاي، مع تواجد عدد قليل من ناخبين الدائرة وكذلك ناخبين من دوائر أخرى، لأن معيار تواجد المواطنين يجب أن يقاس بتواجد ناخبين الدائرة نفسها وليس من الدوائر الأخرى، والسبب أن البعض يعرف المترشح معرفة شخصية ويريد أن يدعمه ليوحي بكثرة العدد، أو أن البعض يذهب ليتفرج فقط".

وأردف البنعلي: "الأمر وصل إلى درجة أن بعض المترشحين إلى الآن لم يفتحوا مقراتهم الانتخابية، رغم تبقي أيام معدودة على التصويت، ما يدل على أن توجه الناخب والمترشح فيه نوع من الهبوط مقارنة بالدورات السابقة".

وأكد أن الناخبين أصبحوا يرون الآن أن عملية تواجدهم وسماعهم للمترشح غير مجدية، والسبب أن التجربة البرلمانية التي كنا نرجو منها أمر معين، أفسدها النواب نوعا ما ولا استثني منهم أحد، وجعلوا الثقة منعدمة لدى الناخب والمترشح"، معبراً عن أمله بأن تتطور التجربة القادمة وتصل إلى مستويات عليا".

من جانبه أكد الخبير السياسي عبدالله الحويحي، وجود حالة فتور في الحملات الانتخابية بشكل عام مقارنة بـ 2014.

وقال "كانت الحملات أكثر حيوية في الدورة السابقة، وكان هناك حراك أكبر حيث تم افتتاح المقرات بشكل مبكر تقريبا منذ الإعلان عن قائمة المترشحين، وأصبحت هناك لقاءات ونقاشات، ومناظرات بين المترشحين أنفسهم".

وزاد الحويحي "أما الآن الملاحظ أن الحضور يتركز في يوم الافتتاح فقط، أما ما يتبع ذلك من دعوات للحضور نقول إنه محدود وفيه حالة من الفتور، وقد يكون ذلك بسبب أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دور في تواصل الناخبين مع المترشحين وبالتالي لا يضطرون إلى الذهاب للمقرات الانتخابية مما يؤدي إلى تقليل الاهتمام بدور هذه المقرات".

وأضاف الحويحي، "هناك احتمال وارد يسبب قلة تواجد الناخبين في المقرات هو كثرة عدد المترشحين في الدائرة وبالتالي يتوزع الناخبين، على الرغم من أن كثرة المترشحين من المفترض أن يزيد من الحماس والتنافس والحركة والتحدي بينهم".

وأردف: "الاحتمال الآخر هو قلة عدد مترشحي الجمعيات السياسية، مما أدى إلى ضعف الحملات الانتخابية، لأن الجمعيات لها جمهورها الذي يساهم في دعم المترشح ومساعدته في الحراك الانتخابي وحضوره في المقرات".

إلا أن الخبير السياسي بهاء الدين مكاوي له رأي آخر، حيث قال: "حسب تصوري ورؤيتي للمقار الانتخابية، يلاحظ أن هنالك حضور ونشاط مكثف في الأيام الماضية من قبل الناخبين في بعض المقرات وليس جميعها وذلك في يوم الافتتاح فقط، وهذا شيء طبيعي لأن التجربة تنضج أكثر في كل مرة، وبالتالي يقتنع الناخب بأن هذا الأمر واجب عليه وحق في نفس الوقت".

وتابع "في السابق كان الحديث حديث أن أداء النواب ضعيف في الدورات السابقة، وبالتالي اعتبر بعض الناخبين ذلك حجة بمقاطعة الانتخابات، ولكنهم أدركوا لاحقاً أن هذا ليس هو الحل إنما العكس، بأن يشاركوا ويتفاعلوا مع المترشحين بسماع برامجهم الانتخابية والتواصل معهم مباشرة، لكي يختاروا بأنفسهم المرشح الأكفأ ليصل إلى البرلمان، فنجد في البحرين الشارع مشغولاً بصخب الحملات الانتخابية، وبطرق كيفية استقطاب أصوات الناخبين من مؤيد إلى متردد ومقاطع من خلال المقرات والخيام الانتخابية".