بين الطب التقليدي الصيني والطب التقليدي المصري والعربي '3'
الثلاثاء 06 / 11 / 2018
الرابعة: أن الطب الصيني التقليدي أشبه بالمعجزة وكان رائد الاهتمام بذلك عدد من العلماء، ومن بينهم شخصية هو سياسي مخضرم يدعى «يان جاوجو ZhaozhuYan» الذي أنشأ المنتدى الثقافي العالمي بعد أن بلغ سن التقاعد وتحول المركز خلال عشر سنوات إلى منتدى لا يقل أهمية عن منتدى دافوس الاقتصادي، والمنتدى الثقافي العالمي لا يقتصر على الثقافة بالمفهوم التقليدي، وإنما على الثقافة بالمعنى الواسع فهي أساس الحضارة المستقبلية حيث بحث المنتدى في دورته الخامسة في أكتوبر 2018 الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية والأدب والفنون والآثار والطب والدواء والبيئة والعولمة وغيرها، وقد خصص زيارات للمنتجات الطبية في الدورة الثالثة للمنتدى عام 2012 وزيارات للمستشفى التي أنشأها المنتدى في بكين وهي ذات مستوى راقٍ ولها فروع في بعض المناطق الصينية، وهي تعالج بالطب التقليدي وتطور الأدوية المختلفة.
وبعد زيارتي لمركز الأدوية ومستشفى الطب التقليدي أدركت سر حضارة الصين كما أدركت بعد زيارة المركز القومي العلمي في مصر وخاصة وحدة المورنجا سر الحضارة العريقة لمصر. وعندما زرت مستشفيات الطب الهندي أدركت أسباب عراقة تلك الحضارة. وكل هذه العمليات الإحيائية في الصين ومصر والهند بمبادرات علماء وطنيين بدون دعم حكومي وربما الاستثناء هو الحالة الصينية.
الخامسة: أن الطب في الحضارة الإسلامية خاصة في العصر العباسي الذي انفتح على ثقافات وحضارات اليونان والرومان والهند والصين والفرس وغيرها. ولكن في العصر الحديث نسي المسلمون ذلك وسيطر على الفكر الإسلامي الحديث بعض أنصاف المتعلمين الذين تحدثوا عما أسموه الطب النبوي متناسين أن محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام لم يكن طبيباً وإنما كان رسول الله وخاتم النبيين والأغرب أن أحد الشخصيات نشر على موقع الإنترنت عن مركز للدعوة في الباكستان يعالج بقراءة آيات من القرآن. إن هذا علاج نفسي وروحاني وليس علاجاً طبياً وأنا عملت كسفير في الباكستان وأعرف عقليات كثيرة لاتزال تعيش في عصر قديم، من هنا فإنني أناشد المسؤولين في مصر وبخاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يعطي بعضاً من وقته للطب المصري التقليدي وبخاصة نبات المورنجا وما تنتجه هذه الوحدة من أدوية متنوعة والدراسات الأكاديمية التي توصلت إليها هذه النخبة من أبناء وبنات مصر الأجلاء، وشاهدت في الوحدة التي مكثت فيها ساعتين عدداً من الشباب والشابات يترددون على مكتب الدكتور أبو الفتوح وهذه النخبة مكرسة للعلم وبعيدة عن السياسة وعن خلط الدين بالسياسة التي أصبحت آفة مصر بل العالم العربي والإسلامي الحديث، فلم يكن ابن النفيس أو ابن سينا يسعى لمنصب وإنما يساهم بالعلم لتطوير الحضارة الإسلامية ويتفاعل مع الحضارات السابقة.
وإنني على ثقة من أن في البحرين علماء وربما غير معروفين ولديهم فكر عن الطب البحريني التقليدي، ولهذا أناشد جامعة الدول العربية الاهتمام بذلك وإنشاء وحدة أو إدارة تدعم هذه الابتكارات في الدول العربية، فالحضارة العربية الإسلامية ازدهرت بالعلوم والفلسفة والطب وليس برجال الدين غير المثقفين الذين خلطوا الدين بالسياسة فأضاعوا الاثنين معاً، وبذلك تدهورت الحضارة الإسلامية.
وهذا نداء دبلوماسي عاش في العديد من الدول وفي مقدمتها الأردن والكويت والإمارات والبحرين وزرت السعودية وتونس والجزائر والمغرب ودرست الحضارة العربية والإسلامية كما عملت في الهند وباكستان والصين وفي الولايات المتحدة وبحثت سر تقدم تلك الشعوب وتخلف العرب والمسلمين الذين يعيش بعضهم في الماضي بدلاً من النظر للمستقبل. وتخلف العرب مرجعه تخلف البحث العلمي ووقوع كثيرين في براثن المحسوبية والفساد بدلاً من تشجيع العلم والعلماء في المجالات المختلفة وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية. وهذه دعوتي لعالمنا العربي والإسلامي وخاصة الخليجي أن يكرس بعضاً من موارده للبحث العلمي الصحيح في بلاده وفي بلاد العرب والمسلمين ودعمه.
وفي الصين، فإن المنتدى الثقافي العالمي في دورته الخامسة كان الاهتمام بالعلم وتفاعله مع الفكر والسياسة العملية لتحقيق التقدم. وقد ثار نقاش في محور العلاقات الدولية يتعلق بالملكية الفكرية حيث ردد البعض الاتهامات الموجهة لبعض البحوث في الصين بأنها تسرق من الغرب ناسين أن الغرب نفسه أخذ من الحضارة الإسلامية ومن حضارة الصين حيث أرسلت أوروبا في القرن الأول قبل الميلاد اثنين من الخبراء في ثوب رهبان بهدايا لإمبراطور الصين وسرقوا سر صناعة الحرير، كما نسي كثيرون أن العالم الحديث المترابط اقتصادياً ليس فيه ما يمنع من تبادل المعارف العلمية والخبرات وان الولايات المتحدة أخذت العلماء الألمان بعد هزيمة النازية وطوروا القنبلة الذرية في أمريكا وكثير من علماء الدول النامية يلعبون دوراً رئيساً علمياً في الدول المتقدمة.
* مستشار رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» - سفير مصر الأسبق في الصين
وبعد زيارتي لمركز الأدوية ومستشفى الطب التقليدي أدركت سر حضارة الصين كما أدركت بعد زيارة المركز القومي العلمي في مصر وخاصة وحدة المورنجا سر الحضارة العريقة لمصر. وعندما زرت مستشفيات الطب الهندي أدركت أسباب عراقة تلك الحضارة. وكل هذه العمليات الإحيائية في الصين ومصر والهند بمبادرات علماء وطنيين بدون دعم حكومي وربما الاستثناء هو الحالة الصينية.
الخامسة: أن الطب في الحضارة الإسلامية خاصة في العصر العباسي الذي انفتح على ثقافات وحضارات اليونان والرومان والهند والصين والفرس وغيرها. ولكن في العصر الحديث نسي المسلمون ذلك وسيطر على الفكر الإسلامي الحديث بعض أنصاف المتعلمين الذين تحدثوا عما أسموه الطب النبوي متناسين أن محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام لم يكن طبيباً وإنما كان رسول الله وخاتم النبيين والأغرب أن أحد الشخصيات نشر على موقع الإنترنت عن مركز للدعوة في الباكستان يعالج بقراءة آيات من القرآن. إن هذا علاج نفسي وروحاني وليس علاجاً طبياً وأنا عملت كسفير في الباكستان وأعرف عقليات كثيرة لاتزال تعيش في عصر قديم، من هنا فإنني أناشد المسؤولين في مصر وبخاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يعطي بعضاً من وقته للطب المصري التقليدي وبخاصة نبات المورنجا وما تنتجه هذه الوحدة من أدوية متنوعة والدراسات الأكاديمية التي توصلت إليها هذه النخبة من أبناء وبنات مصر الأجلاء، وشاهدت في الوحدة التي مكثت فيها ساعتين عدداً من الشباب والشابات يترددون على مكتب الدكتور أبو الفتوح وهذه النخبة مكرسة للعلم وبعيدة عن السياسة وعن خلط الدين بالسياسة التي أصبحت آفة مصر بل العالم العربي والإسلامي الحديث، فلم يكن ابن النفيس أو ابن سينا يسعى لمنصب وإنما يساهم بالعلم لتطوير الحضارة الإسلامية ويتفاعل مع الحضارات السابقة.
وإنني على ثقة من أن في البحرين علماء وربما غير معروفين ولديهم فكر عن الطب البحريني التقليدي، ولهذا أناشد جامعة الدول العربية الاهتمام بذلك وإنشاء وحدة أو إدارة تدعم هذه الابتكارات في الدول العربية، فالحضارة العربية الإسلامية ازدهرت بالعلوم والفلسفة والطب وليس برجال الدين غير المثقفين الذين خلطوا الدين بالسياسة فأضاعوا الاثنين معاً، وبذلك تدهورت الحضارة الإسلامية.
وهذا نداء دبلوماسي عاش في العديد من الدول وفي مقدمتها الأردن والكويت والإمارات والبحرين وزرت السعودية وتونس والجزائر والمغرب ودرست الحضارة العربية والإسلامية كما عملت في الهند وباكستان والصين وفي الولايات المتحدة وبحثت سر تقدم تلك الشعوب وتخلف العرب والمسلمين الذين يعيش بعضهم في الماضي بدلاً من النظر للمستقبل. وتخلف العرب مرجعه تخلف البحث العلمي ووقوع كثيرين في براثن المحسوبية والفساد بدلاً من تشجيع العلم والعلماء في المجالات المختلفة وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية. وهذه دعوتي لعالمنا العربي والإسلامي وخاصة الخليجي أن يكرس بعضاً من موارده للبحث العلمي الصحيح في بلاده وفي بلاد العرب والمسلمين ودعمه.
وفي الصين، فإن المنتدى الثقافي العالمي في دورته الخامسة كان الاهتمام بالعلم وتفاعله مع الفكر والسياسة العملية لتحقيق التقدم. وقد ثار نقاش في محور العلاقات الدولية يتعلق بالملكية الفكرية حيث ردد البعض الاتهامات الموجهة لبعض البحوث في الصين بأنها تسرق من الغرب ناسين أن الغرب نفسه أخذ من الحضارة الإسلامية ومن حضارة الصين حيث أرسلت أوروبا في القرن الأول قبل الميلاد اثنين من الخبراء في ثوب رهبان بهدايا لإمبراطور الصين وسرقوا سر صناعة الحرير، كما نسي كثيرون أن العالم الحديث المترابط اقتصادياً ليس فيه ما يمنع من تبادل المعارف العلمية والخبرات وان الولايات المتحدة أخذت العلماء الألمان بعد هزيمة النازية وطوروا القنبلة الذرية في أمريكا وكثير من علماء الدول النامية يلعبون دوراً رئيساً علمياً في الدول المتقدمة.
* مستشار رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» - سفير مصر الأسبق في الصين