حين يصبح 'محمد' رئيس الوزراء الإسرائيلي
الاثنين 10 / 09 / 2018
بعد إصراره القوي على حل الدولتين بين اليهود والفلسطينيين، صرّح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأسبوع الفائت بدعمه لاتحاد «كونفدرالي» ثلاثي مع إسرائيل والأردن، مشيراً إلى أن مسؤوليْن كبيريْن في الإدارة الأمريكية، هما جاريد كوشنر وجيسون غريبلات، سألاه مؤخراً عن رأيه بشأن كونفدرالية مع الأردن، فقال عباس: نعم، أريد اتحاداً كونفدرالياً ثلاثياً مع الأردن وإسرائيل، وسألتهم إذا كان الإسرائيليون سيوافقون على اقتراح كهذا.
يدعونا هذا للتساؤل حول إذا ما كان عباس يعلم معنى الكونفدرالية، ويدفعنا ذلك أن نعرّفها هنا لـ«أبومازن» مستقاة من كتب العلاقات الدولية، فهي تعني: اتحاد يجمع دولتين أو أكثر ضمن اتفاقية معينة، أو اتفاق تعاقدي يقضي بإنشاء هيئة أو كتلة سياسية اقتصادية مشتركة تجمعها خصوصيات سياسية أو اقتصادية أو دينية مع الاحتفاظ بخصوصية كل دولة بسياساتها الخاصة. ويتكون الاتحاد الكونفدرالي من رابطة تكون أعضاؤها دولاً مستقلة ذات سيادة، والتي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات، وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كياناً وإلا أصبح شكلاً آخر يسمى بالفدرالية.
ورغم أن ليس ثمة ما يشي بردود إسرائيلية أو أمريكية بهذا الشأن، إلاَّ أننا نعتقد أن الأمر مرتبط بخلط الأوراق -الذي تحدثنا عنه في مقال سابق- بعد نجاح حماس في إرغام تل أبيب على هدنة سلام لخمس سنوات، فالهدنة تسحب البساط من تحت أقدام عباس ما دعاه للرد بهذا الاقتراح وهو أقوى صدى من الهدنة..!! نجاح الاقتراح هذا مربوط بلا شك بموافقة الإسرائيليين من جهة والأردنيين من جهة أخرى. من يدري.. ربما قال ذلك أيضاً حتى يؤخذ موقفه من حل الدولتين، فقد ذكرت وسائل إعلامية أن عدداً كبيراً من شباب فلسطين لم يعد يريد دولتين، وأنهم يريدون دولة واحدة مع حقوق متساوية، وستكون النتيجة طبعاً فقدان إسرائيل لطابعها اليهودي، بينما يفقد عباس ومن يخلفه أيضاً سلطتهم، وكذلك هي حماس، وهو ما لا يريده حكام عمّان وغزة ورام الله وتل أبيب.
اختلاج النبض:
لقد كانت الدولة الواحدة أمراً مثيراً دفع ترامب للقول: «هناك منطق في ذلك. إذا كانت هناك دولة واحدة، خلال بضع سنوات سيكون اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي محمد». أما الاتحاد الكونفدرالي الثلاثي مع إسرائيل والأردن فهو أكثر إثارة إذ يجب أن ينجح أولاً بين الأردن والفلسطينيين كما اقترحها الملك حسين «1972» لربط الضفة الغربية بالشرقية وإقامة تعاون اقتصادي وأمني بينهما، الفكرة التي قتلتها التقلبات السياسية آنذاك، أما المعوق الثاني أن الكونفدرالية تتم بين كيانات مستقلة ورام الله ليست كذلك، ويأتي المعوق الثالث مستأنساً بتجربتنا الخليجية، فقد حاولنا تسويقها لتقوم بين دول الخليج وفشلنا قبل الأزمة القطرية الراهنة.
يدعونا هذا للتساؤل حول إذا ما كان عباس يعلم معنى الكونفدرالية، ويدفعنا ذلك أن نعرّفها هنا لـ«أبومازن» مستقاة من كتب العلاقات الدولية، فهي تعني: اتحاد يجمع دولتين أو أكثر ضمن اتفاقية معينة، أو اتفاق تعاقدي يقضي بإنشاء هيئة أو كتلة سياسية اقتصادية مشتركة تجمعها خصوصيات سياسية أو اقتصادية أو دينية مع الاحتفاظ بخصوصية كل دولة بسياساتها الخاصة. ويتكون الاتحاد الكونفدرالي من رابطة تكون أعضاؤها دولاً مستقلة ذات سيادة، والتي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات، وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كياناً وإلا أصبح شكلاً آخر يسمى بالفدرالية.
ورغم أن ليس ثمة ما يشي بردود إسرائيلية أو أمريكية بهذا الشأن، إلاَّ أننا نعتقد أن الأمر مرتبط بخلط الأوراق -الذي تحدثنا عنه في مقال سابق- بعد نجاح حماس في إرغام تل أبيب على هدنة سلام لخمس سنوات، فالهدنة تسحب البساط من تحت أقدام عباس ما دعاه للرد بهذا الاقتراح وهو أقوى صدى من الهدنة..!! نجاح الاقتراح هذا مربوط بلا شك بموافقة الإسرائيليين من جهة والأردنيين من جهة أخرى. من يدري.. ربما قال ذلك أيضاً حتى يؤخذ موقفه من حل الدولتين، فقد ذكرت وسائل إعلامية أن عدداً كبيراً من شباب فلسطين لم يعد يريد دولتين، وأنهم يريدون دولة واحدة مع حقوق متساوية، وستكون النتيجة طبعاً فقدان إسرائيل لطابعها اليهودي، بينما يفقد عباس ومن يخلفه أيضاً سلطتهم، وكذلك هي حماس، وهو ما لا يريده حكام عمّان وغزة ورام الله وتل أبيب.
اختلاج النبض:
لقد كانت الدولة الواحدة أمراً مثيراً دفع ترامب للقول: «هناك منطق في ذلك. إذا كانت هناك دولة واحدة، خلال بضع سنوات سيكون اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي محمد». أما الاتحاد الكونفدرالي الثلاثي مع إسرائيل والأردن فهو أكثر إثارة إذ يجب أن ينجح أولاً بين الأردن والفلسطينيين كما اقترحها الملك حسين «1972» لربط الضفة الغربية بالشرقية وإقامة تعاون اقتصادي وأمني بينهما، الفكرة التي قتلتها التقلبات السياسية آنذاك، أما المعوق الثاني أن الكونفدرالية تتم بين كيانات مستقلة ورام الله ليست كذلك، ويأتي المعوق الثالث مستأنساً بتجربتنا الخليجية، فقد حاولنا تسويقها لتقوم بين دول الخليج وفشلنا قبل الأزمة القطرية الراهنة.