على هامش الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي
الجمعة 13 / 07 / 2018
عقد منتدى التعاون الصيني العربي دورته الوزارية الثامنة في بكين في 10 يوليو 2018 وشارك في الاجتماع وزراء خارجية من 22 دولة كما شارك كضيف شرف صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وألقى كلمة في افتتاح المؤتمر. وقد افتتح المؤتمر الرئيس الصيني شي جين بنيغ الذي رحب بالوفود وأكد على أهمية العلاقات الصينية العربية، مشيراً إلى دورها التاريخي العريق وإلى مستقبلها الواعد، مؤكداً أهمية الدور العربي في مبادرة الطريق والحزام، وداعياً للعمل على تعميق العلاقات الصينية العربية وهي التي تقوم على مبادئ راسخة في علاقات الطرفين ومحورها المنافع المتبادلة والمساواة واحترام السيادة الوطنية لكل دولة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والعمل من أجل السلام، والتعاون على أساس الكسب للجميع. بينما أكد سمو أمير الكويت على ضرورة تعزيز العلاقات الصينية العربية، ومشيداً بتلك العلاقات وداعياً لمزيد من التواجد الصيني في المنطقة العربية حتى يكون دورها فاعلاً من أجل العمل على حل المشاكل بالطرق السلمية.
وصدر البيان الختامي وخطة العمل للفترة القادمة التي شملت جوانب عدة من التعاون والتنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي ونقل الخبرات وبرامج التدريب الصينية للخبراء من الدول العربية، وأكد حرص الصين على نقل التكنولوجيا للدول العربية وتعزيز الاستثمارات في إطار مبدأ التعاون والمصالح المشتركة وتبادل المنافع والكسب للجميع.
وأشار البيان إلى طريق الحرير وحزامه الاقتصادي وحرص الصين على مشاركة الدول العربية في هذه المبادرة المهمة التي أطلقها الرئيس الصيني إثر توليه السلطة عام 2013، وإن هذه المبادرة تهدف لبناء عالم جديد يقوم على السلام والاستقرار والتعاون. ولن نتطرق لكافة نقاط البيان الختامي أو لبرنامج العمل ونكتفي بالإشارة لعدد من الملاحظات ذات الأهمية والصلة المباشرة:
الأولى التمثيل العربي في المؤتمر كان كاملاً بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية والأمين العام للجامعة العربية، وهذا دليل على الأهمية التي توليها الدول العربية للمصالح المشتركة والسياسة الصينية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
الثانية مشاركة سمو أمير الكويت كضيف شرف لهذه الدورة للمنتدى وهو ما يعطيها ثقلاً وأهمية، إذ إن الكويت هي العضو العربي في مجلس الأمن الدولي في هذه الدورة، كما أن سمو الأمير له خبرة كبيرة في مجال العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والداخلية، وسبق أن زار الصين، والكويت من أوائل الدول العربية التي ساهمت في تنمية الاقتصاد الصيني وتعاونت مع الصين في بناء شركات ومصانع مشتركة وقدمت استثمارات كويتية للصين منذ ثمانينات القرن الماضي.
الثالثة كان لمشاركة وزير الخارجية البحريني أهمية خاصة، فقد أبرز البيان الختامي إدانة الصين للأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البحرين، كما وقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مذكرة تفاهم تتضمن انضمام البحرين لمبادرة طريق الحرير البحري. وينبغي أن نشير إلى أن البحرين طرف عريق في طريق الحرير البحري منذ الحضارة العباسية، فكانت البحرين من الموانئ التي ترسو فيها السفن الصينية في طريقها إلى الدولة العباسية، ثم استكمال طريق الحرير عبر البر إلى دمشق ثم البحر الأبيض المتوسط، وبعد ذلك إلى الإسكندرية وإلى شمال أفريقيا وأوروبا.
الرابعة مشاركة وزير الخارجية المصري، خاصة أن مصر أول دولة عربية وأفريقية اعترفت بالصين الشيوعية وأقامت معها علاقات دبلوماسية في 30 مايو 1956 في الفترة التي كانت الصين تتعرض لحصار سياسي واقتصادي، والصين بدورها تقدر ذلك أيما تقدير فقد وقفت مع مصر منددة بالعدوان الثلاثي الذي تعرضت له عام 1956 وكذلك دعمت مصر في حرب 1973، وكانت مصر من أوائل الدول التي أقامت معها الصين علاقات استراتيجية عام 1999، ثم تطورت تلك العلاقات لعلاقات استراتيجية شاملة في أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي لها، والصين دائماً مؤيدة للمواقف المصرية الإقليمية والدولية.
الخامسة أن الصين وقفت إلى جانب المملكة العربية السعودية في عام 1986 ببيعها صواريخ باليستية DF3A لدعم أمن السعودية رغم أن السعودية آنذاك لم تكن قد اعترفت بالصين أو أقامت معها علاقات دبلوماسية في فترة كانت السعودية تعاني من التردد الأمريكي لبيع السلاح المتقدم لها.
السادسة أن الصين وقفت دائماً إلى جوار الحق الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة واعترفت بالدولة الفلسطينية وأقامت معها علاقات دبلوماسية، وكان لفلسطين سفير في الصين منذ الثمانينات.
السابعة أن كلا شقي مبادرة الطريق والحزام يمران عبر بعض الدول العربية وينطلقان من مناطق في شمال غرب الصين أو جنوبها الشرقي، حيث بعض تلك المناطق بها أقليات إسلامية وتراث عربي إسلامي، وهو ما يعزز علاقات الطرفين.