الرأي

ترامب والخيار الصعب في تحقيق مولر

في وسط مناورات حول إمكانية قبول الرئيس ترامب مقابلة مع مولر تكثر التكهنات على ماذا يمكن أن تسفر نتائج تلك المقابلة. وقد تشعب التحقيق حتى طاول مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه. ففي تحقيق مجانب لتحقيق ترامب تم بحث إجراءات عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي وذلك للتحقق من كونها تمت بشكل حرفي وموضوعي خاصة في ما يتعلق بالتحقيق في استعمال هيلاري كلينتون لحاسوبها الخاص في مراسلات حكومية. وقد وجد التحقيق أن المكتب كان منحازاً «ضد ترامب خاصة فيما ظهر من مراسلات عميل المكتب الفيدرالي زتورك مع صديقته الذي أظهر فيها ازدراءً» للرئيس. وبالرغم من أن ترامب وأنصاره من الجمهوريين يتمسكون بنتائج هذا التحقيق للاقتناص من تحقيق مولر في علاقة حملة ترامب بالروس فالتحقيق في حرفية مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يستطع أن يعيق تحقيق مولر. وبالرغم من أن تحقيق مولر نتجت عنه إدانة عدة أشخاص منهم رئيس حملة ترامب منافورت ومستشاره السابق للأمن فلين فحتى الآن ليس هناك دليل قاطع على تعامل ترامب المباشر مع الحكومة الروسية أو مساعدتها على التأثير على سير الانتخابات الأمريكية. والآن محامي ترامب الخاص كوهين المقرب منه والمعروف عنه أنه «المصلح» الذي يصلح «المسائل لترامب حين تسوء الأمور» الآن هو تحت التحقيق ويمكن أن يواجه السجن. وكوهين هو كاتم أسرار ترامب وربما سيتوصل إلى تسوية مع مولر بحيث يحصل على حكم محفف مقابل التعاون مع التحقيق والإفصاح عن معلومات تتعلق بالرئيس. والآن الحدث الأهم الذي ينتظره الكل هو مقابلة بين مولر وفريقه مع الرئيس الأمريكي. وأظهرت إحصاءات نشرتها وكالة رويترز أن أكثرية الشعب الأمريكي يعتقدون أن ترامب يجب أن يجلس لمقابلة مع مولر. وهنا تكمن المخاطرة لترامب وهنا يجب أن نتذكر التحقيق مع كلينتون الذي بدأ «كتحقيق» في ضلوع كلينتون غير المشروع في شركة العقارات وانتهى بمونيكا لوينسكي أو بالأحرى بكذب الرئيس تحت القسم الذي أدى إلى اتهامه من قبل الكونغرس وهو ما يسمى «امبيشمنت» في النظام الأمريكي. وهنا يزداد الضغط على ترامب للجلوس لمقابلة مع مولر. والخطر على ترامب يكمن في إن طرح مولر على ترامب أسئلة وأعطى الرئيس أجوبة غير صحيحة. هنا يمكن أن يواجه الرئيس مصير سلفه كلينتون. والمشكلة بالنسبة لترامب أن المؤشرات تظهر أن الانتخابات المقبلة في نوفمبر سينتج عنها أكثرية ديمقراطية لن تتورع عن اتهام الرئيس. والتهمة الأكثر ترجيحاً التي يمكن أن تواجه ترامب هي تهمة عرقلة سير العدالة وهذه هي التهمة التي واجهت نيكسون وأدت إلى استقالته وهذه هي التهمة التي واجهت كلينتون الذي بكذبه تحت القسم قد عرقل سير العدالة. وبالرغم من أن ترامب وفريقه يماطل في الموافقة على المقابلة ولكن اليوم يجد الرئيس نفسه بحاجة لأن يقوم بهذا القرار المصيري وإن رفض المقابلة فهو سيخسر مصداقيته أمام الجمهور الأمريكي. لذلك يواجه ترامب خياراً صعباً يحدد مسار رئاسته.