الرأي

التلعثم القطري

الرد المرتبك لوزير الدفاع القطري على سؤاله حول موقف قطر من استخدام قاعدة العديد لضرب إيران كشف عن حجم التحالف الإيراني القطري، وهو حجم يجعل من قطر شريكاً أساساً لإيران ويتحمل معها مسؤولية تصرفاتها.

فقد تعرض وزير الدفاع خالد العطية لحرج كبير وتلعثم في الإجابة حين سأله مارك فتزباتريك المدير التنفيذي لمركز المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في مؤتمر للأمن الدولي في شنغريلا في سنغافورة قائلاً له «نظراً للروابط المتينة التي تربطكم بإيران، هل ستسمحون باستخدام قاعدة العديد لضرب إيران فيما لو نشبت حرب؟» فما كان من الوزير القطري إلا أن تلعثم وشرّق وغرّب في إجابته ثم بدأ باستعراض محاسن إيران وأهميتها وضرورتها لأمن المنطقة، وبأن قطر لا تحب الحروب ودعا إلى البناء على الاتفاق النووي الإيراني لا الانسحاب منه.

عاجلاً أم آجلاً فإن استحقاقات السياسات الخارجية التي تتخذها قطر مع إيران تحديداً ستوضع على الطاولة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والتهرب منها الآن سيفيد وينفع لفترة زمنية، إنما لن تدوم تلك السياسة إلى الأبد والوضع قابل للتصعيد.

علاقتها مع إيران ستكون أحد الملفات التي ستطرح على المحك في الأشهر القادمة حين يحين موعد العقوبات الاقتصادية التي ستقر في شهر نوفمبر وستشمل جميع الشركات والمصارف التي ستتعامل مع إيران وأولها المصارف والشركات القطرية، وهنا سيضيق الخناق على قطر من جديد، وستطالب باتخاذ موقف، وما تهرب منه وزير الدفاع لن يستطيع التهرب منه وزير التجارة أو المالية.

ورغم أن الشواهد على ذلك التحالف وذلك الترابط القطري الإيراني عديدة ومعلنة قبل المقاطعة وبعدها، وعلاقة الاثنين بالميليشيات الإرهابية معروفة إلا أن سؤال مارك فتزباتريك أكد أن ذلك التحالف أصبح موضع تساؤل بالنسبة للأمن الأمريكي، كما هو التحالف القطري الأمريكي الممثل في قاعدة العديد الأمريكية هو الآخر موضع تساؤل، فلم يكن هذا التساؤل هو الأول، بل سبق أن طرح بسبب وجود جنود أمريكيين في قاعدة العديد ومدى أمنهم وسلامتهم في ظل هذا التقارب الإيراني القطري، والسؤال كان لتحديد الموقف القطري إن تضاربت المصالح الأمريكية الإيرانية، مع من ستقف قطر؟

رد وزير الدفاع أكد على أنها تحالفات تضع قطر في خندق واحد مع إيران وشريكاً أساسياً لكل الممارسات غير الشرعية الإيرانية، وأولها ضلوع إيران بدعم الميليشيات الإرهابية، وتصوير قطر لإيران على أنها دولة آمنة مسالمة يضع ألف علامة استفهام، وهذا قرار قطري يجعل كل الاحتمالات التي ستقع على إيران تشملها معها.

دعم الإرهاب أصبح طريقاً مسدوداً وكل الالتواءات القطرية ستصطدم عاجلاً أم آجلاً بانسدادات ومواجهة مع المجتمع الدولي، واستمرار قطر بالمماطلة والخداع الذي تمارسه لن يطول إلى الأبد، كإعلان قائمة للإرهاب الذي تضمن أسماء قطرية تركت حرة طليقة، إعلان لذر الرماد في العيون فحسب، بل يحضر المسؤولون القطرون حفلاتهم العائلية!

السؤال الأمريكي الذي وجه لوزير الدفاع القطري لن يكون الأخير فلتستعد قطر لأسئلة قادمة تحدد موقفها من إيران بشكل خاص، ومن الإرهاب بشكل عام.