الرأي

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

الحمد لله أننا في البحرين نزعنا القفاز الإيراني بأيدينا وبعزم رجالنا البواسل، وبوقوفنا صفاً واحداً مع قياداتنا، وأياً كان ما تعرض له الفرع البحريني الذي التحق بخدمة إيران من عقوبات أصدرت في حقه بحكم القانون، وطبقت بأيدي رجال أمننا وقضائنا، فإن خسائره لن تقارن بما ستتعرض له الأفرع الأخرى من خدم إيران في لبنان أو في اليمن.

والحمدلله أنهم في المملكة العربية السعودية قطعوا دابر الفتنة وتخلصوا من رؤوسها بقواتهم الوطنية، وإلا كانت المواجهة ضد إيران لن تقف في لبنان واليمن بل ستمتد لتطال جميع أفرع الخدم في الأرض البحرينية وعلى الأراضي السعودية كذلك.

الحمدلله أننا جنبنا وطننا ويلات الحروب ودمارها، الحمدلله أننا في بيوتنا آمنون مطمئنون، أبناؤنا في مدارسهم، والكبار في مقار عملهم، وأسواقنا مفتوحة مزدهرة، ولم نترك من غررت بهم إيران يخطفون وطننا ويعرضونه للخطر كما فعل حزب الله وكما فعل أنصار الله خدم إيران في المنطقة، لبنان واليمن اليوم في مواجهة العالم.

الحمد لله الذي حفظ لنا البحرين من مصير ينتظر دولاً عربية أخرى اختطفها خدم إيران وجعلوها اليوم في مرمى المواجهة مع إيران.

و سواء آستدرجت إيران أو لم تستدرج لهذه المواجهة، فتلك حكاية أخرى يحكمها نظام موازين القوى في المنطقة وهو الذي أوقع العراق في المصيدة في 2003 وترك إيران تمدد إلى عام 2017، والآن آن أوان إيران كي تعود لحجمها السابق، وهكذا دواليك كي لا تطغى قوة على أخرى وتتحكم في المياه وطرق التجارة والموارد.

المهم في الأمر أن إيران لم تتعلم هذا الدرس، ولم تع أن أيام عيدها انتهت، وأن الدور عليها سيأتي كي تعود لحجمها السابق، فكان عليها أن تقوي تنميتها واقتصادها وترفع مستوى شعبها وتركز على الداخل بدلاً من إهدار هذه الأموال في التغول في دول ليس لها حق فيها، إنما سامح الله الطاووس الذي أغراها بالتمدد خارج حدودها ونسيت أنه تمدد متروك تحت سمع وبصر من سمح لها إلى حين!!

فإن كانت إيران لم تتعلم درس توازن القوى إلا أنها تعلمت درساً آخر، وهو أن لا تتمدد بجيشها كما فعل صدام حين غزا الكويت، إيران تعلمت الدرس بأن تجنب جيشها وأرضها أي مواجهة مستقبلية، فإيران أذكى من أن ترسل قواتها وجيوشها وتتجاوز بهم حدود أي دولة عربية بعد تجربتها المريرة في العراق، خامنئي غير مستعد لأن يتجرع السم الذي تجرعه الخميني، ونظام الملالي لن يستطيع كبح غضب الشعب الإيراني الذي لن يسمح لها بالزج به في حرب خارجية مرة أخرى.

إيران تعلمت الدرس واكتشفت حجم الجهل والتخلف عند من يؤمن بها من العرب (كمخلص) فاكتفت بمخاطبتهم فقط، مرشدها ووزير دفاعهم ورئيس الحرس الثوري الإيراني وجميع مسؤوليها ورجال دينها وإعلامهم جميعهم يتحدون أمريكا والسعودية والبحرين ليل نهار ويصعدون في الخطاب ويستعرضون قوتهم ويدعون أنهم سيبيدون أعداءهم، وأن قوتهم لا تقهر، إنما طائراتهم نائمة في قواعدها وصواريخهم على منصاتها مسترخية وجنودهم في ثكناتهم وإجازاتهم في مواعيدها.

إيران تهدد خصومها لكنها لا تدخل في مواجهة معهم، فلإيران «خدم» و«عملاء» في المنطقة تزودهم بالمال والسلاح وتدربهم وتكتفي بإرسال مستشارين لهم عبارة عن مجموعة محدودة، وتترك الباقي على «الخدم» فهم من يقومون بالواجب نيابة عنها، هم قفازاتها القذرة، وهم قرابينها، هم خرفانها الذين تضحي بهم من أجل المجد الفارسي.

إيران أطلقت الصاروخ على الرياض، إنما من اليمن لا من طهران، والذين ضغطوا الزر هم يمنيون ولبنانيون وسواسهم الخناس فقط كان (مستشار) إيرانياً أما من نفذ فهم عرب، هكذا هي (الشريفة) أجبن وأخس من أن تواجه خصمها وجهاً لوجه، هذه هي الدولة (الشريفة) التي تتحالف معها قطر، لا تواجه خصومها إلا من خلف الكواليس ثم تنكر مسؤوليتها وتدعي أن تلك تخرصات وكذب، تظن أن العالم يمكن أن يصدق أنه لا علاقة لها بالصواريخ الباليستية، حتى الإقرار بفعلها غير وارد بل الإنكار وذلك من صفات الخسة والنذالة.

توازن القوى في المنطقة لن يمس إيران إلا بالعقوبات الاقتصادية فقط، لكن «خدمها» هم من سيدفع الثمن غالياً، فليحمد الله من غررت بهم إيران من البحرينيين أن مصيرهم لن يكون مثل مصير الحوثيين وحزب الله.