الرأي

قمم العزم.. بداية مرحلة

وصلت منطقة الشرق الأوسط إلى حالة متقدمة من الصراع والدمار الذي قادته قوى دولية عندما دعمت أطرافاً إقليمية لضمان أقصى درجات الصراع بين القوى المحلية من أجل إحداث تغيير في موازين القوى مماثل لما عاشته المنطقة في بواكير القرن العشرين عندما تشكلت دولنا الحديثة.

إلى وقت قريب كانت هذه الرؤية التشاؤمية سائدة هنا في الخليج العربي على الأقل، لكنها بدأت بالتلاشي منذ الأمس مع انعقاد قمم العزم في الرياض، تلك القمم التي جاءت لتعيد الأمور إلى نصابها، وتؤكد للعالم مركز القيادة والثقل السياسي ليس للشرق الأوسط فحسب، بل للعالم الإسلامي برمته.

قمة تشاورية خليجية، وقمة خليجية ـ أمريكية، وقمة عربية ـ إسلامية ـ أمريكية، هي قمم العزم التي لم يسبق للعالم أن شهد إقامة مثل هذه القمم بنفس الزخم على مدى التاريخ. تؤكد قمم العزم أن المنطقة والعالم أمام تحول استراتيجي نادر يحدد مسارات الشراكات المستقبلية، ويحدد طبيعة التفاعلات التي ستقبل عليها المنطقة، وستتشكل في ضوئها العلاقات والتحالفات.

ثلاث تحديات تواجهها المنطقة؛ الإرهاب، والتطرف، والتحدي الاقتصادي، حان الوقت لتطوير الشراكات الدولية من أجل مواجهتها بحزم وحسم عبر استعادة الثقة من جديد، والعمل على تطوير المصالح المشتركة التي تضررت كثيراً وحان أوان إصلاحها دون تردد مع وجود فرص تاريخية ينبغي اقتناصها.

أمام هذا المشهد كله، فإن الضفة الأخرى للخليج العربي ستبقى مصدراً لعدم الاستقرار، وبؤرة للإرهاب والتطرف، ومركزاً للتوسع والأوهام. وينبغي ألا ننشغل أكثر بها، فلدينا من الأولويات ما هو أكثر أهمية، ولدينا من التحديات ما يستحق العمل عليه، وحولنا بؤر ملتهبة آن أوان إطفائها.

ثقتنا كبيرة بقادة دول مجلس التعاون الخليجي لإنجاح القمم التاريخية، ونتطلع لشراكة أوثق مع الولايات المتحدة الأمريكية تحمي مصالحنا، وتعزز قدراتنا، وتساهم في تنميتنا.

فعلاً، قمم العزم بداية مرحلة.