الرأي

مسلمو فرنسا.. منقذو الاتحاد الأوروبي

في 23 أبريل الماضي، توجه الناخبون في فرنسا إلى مكاتب الاقتراع، وكانت النتيجة 23.9% من الأصوات جاءت لصالح المرشح إيمانويل ماكرون، و21.4% ذهبت من نصيب مارين لوبان. والنظام الانتخابي الفرنسي يقضي أن يتبارى كل المرشحين في الجولة الأولى والمرشحان اللذان يحصلان على النسب الأعلى من الأصوات يتنافسان في الجولة الثانية والحاسمة. وبينما كان الكل يتوقع في البداية أن يحصل فرانسوا فيون وهو مرشح اليمين على النسب الأعلى من الأصوات، وأن يكون هو الأوفر حظاً لرئاسة فرنسا فإن فضائحه المالية المتتالية خفضت من شعبيته بشكل كبير. مما ترك المجال لمرشح الوسط إيمانويل ماكرون للبروز. وماكرون الذي لم يتعدَ الـ40 عاماً ليس لديه خبرة في السياسة، ولكنه طرح برنامجاً محفزاً للاقتصاد، وهو مؤيد للاتحاد الأوروبي وللعولمة. مارين لوبان بالإضافة لعنصريتها ضد العرب والمهاجرين عامة فهي ضد الاتحاد الأوروبي و«الناتو»، وانتخابها يعني نهاية الاتحاد الأوروبي ونهاية العملة المشتركة. والمواجهة بين لوبان وماكرون ستدفع بالناخبين العرب للتوجه لمكاتب الاقتراع والانتخاب من أجل الدفع بخسارة لوبان. والعرب الذين يشكلون 20% من مجمل المواطنين الفرنسيين يمكن أن يؤثروا بشكل مهم بنتائج السباق الرئاسي. ولو كانت النتائج الأولية ترشح لوبان وفرانسوا فيون لكان قاطع العرب الانتخابات لأنهم كانوا رأوا في كل من فيون ولوبان مرشحين معاديين لهم، ولكن وجود لوبان مقابل ماكرون سيحفز العرب على التصويت لمنعها من الوصول إلى كرسي الرئاسة. ومن هنا مشاركة الفرنسيين من أصول مسلمة وعربية ستكون بالغة الأهمية في هذه الانتخابات. فهم سيشكلون بيضة القبان التي ستقلب الموازين في هذه الدورة الانتخابية. وبينما كانت التوقعات أن العرب لن يشاركوا في التصويت لأنه كان من المفترض أن يشكل فرانسوا فيون المبارز الأساسي في المعركة الانتخابية فاليوم وجود ماكرون يعطي العرب الحافز للتصويت. فموقف ماكرون إيجابي إجمالاً من العرب الفرنسيين على خلاف فرانسوا فيون الذي ينظر إليه وهو على يمين اليمين أنه معادٍ للعرب والإسلام. وهذه الانتخابات هي تاريخية لأنه لو انتخبت لوبان فذلك كان يعني نهاية أوروبا، كما نعت الان جوبيه وهو المرشح السابق لليمين الفرنسي انتخاب لوبان ووصفه بأنه «الكارثة» بعينها. لذلك إن نجح ماكرون في الانتخابات، وهو الأمر المرجح، سيتذكر في المستقبل الأوروبيون أن المسلمين هم الذين أنقذوا الاتحاد الأوروبي من الانهيار.