الرأي

نعم يا صانع المجد

ميثاق عهد ووفا.. بين النخل والبحر.. بينك وبين الشعب.. لا عاش من ينكره ولا عاش خوانه.. نعم يا صانع المجد.. شرع لك المجد بيبانه.

16 عاماً منذ رفع جلالة الملك حمد حفظه الله وثيقة ميثاق العمل الوطني التي صوت عليها الشعب بنسبة ساحقة تاريخياً بلغت 98.4 ٪ كرقم يعكس الكثير والكثير.

16 عاماً من عمل مخلص في إطار المشروع الإصلاحي الذي بدأه جلالته وبدأ معه فصلاً هاماً من تاريخ مملكة البحرين الحديث.

مازلنا نتذكر اليوم الذي خرجت فيه البحرين بأسرها لتصوت على الميثاق، اليوم الذي منحنا فيه كلنا الثقة في جلالة الملك قائدنا الأول ومشروعه الجريء، يوم يبقى في ذاكرة الوطن لا يمكن نسيانه أو محوه.

هذا اليوم الأثير والعزيز على قلب ملكنا حمد وقلوب البحرينيين المخلصين، يوم حاول فيه كارهو الوطن تغييبه ووضعِ فعلٍ قام على الخيانة والانقلاب مكانه، لكن تم الرد عليهم بصوت واحد من كل البحرينيين المخلصين، وقلناها «هيهات» أن تمسوا ذرة تراب من البحرين العربية الخليجية الإسلامية، وأن تخربوا هذا المشروع الذي نظل نصونه ونحمي ذكراه بما حملته من تحولات غيرت خارطة البحرين السياسية والاجتماعية والاقتصادية طوال أعمارنا ومن بعدنا أبناؤنا وأحفادنا.

حمد بن عيسى رجل العهد والوفاء، نبادله الحب والوفاء والولاء، بالتالي من يريد إنكار ما حققه الميثاق لبحريننا ومن يريد أن يخون مكارم هذه البلاد الغالية، نرد عليه بنفس بيت الأغنية الوطنية الشهيرة بأن «لا عاش من ينكره.. ولا عاش خوانه».

بيننا لن يعيش خونة مرفوعي الرأس، بيننا لن يعلو صوتٌ لكارهٍ وحاقدٍ، صوت البحرين أقوى، وصوت المخلصين أشد، والحق أحق أن يتبع، فهو الذي يزهق الباطل دوماً.

بلادنا البحرين مضت في ركب تطورها وبنائها بقيادة الملك حمد، لم تلتفت للخلف ولن ترجع للوراء خطوة، هذه البلاد فيها تعب وجهد وقطرات عرق لجميع أبنائها المخلصين، لن تكون لقمة سائغة، ولن تكون ساحة يلعب فيها الكارهون والعملاء.

بالتالي، في يوم ميثاقنا الوطني وذكراه السادسة عشرة، على كل مواطن أن يتذكر كم بذل لأجل هذا الوطن، وحجم التحديات التي كانت أمامنا، وكيف جاء الملك حمد ليغير كثيراً من الأمور، غير شكل البحرين، حولها من إمارة إلى مملكة، ورسخ الحياة الديمقراطية، ومنح للشعب حقوقاً ومكاسب عديدة تصب في خانة حرية التعبير والحفاظ على حقوق الإنسان، والمشاركة في صناعة القرار عبر المؤسسات الدستورية.

طوال هذه الأعوام، كانت لجلالة الملك بصمات مؤثرة، كانت له مكارم مستمرة، جعلت شعب البحرين الذي يبادله الحب يخرج في مسيرات فرح، ويدعو المولى عز وجل بأن يمده بالقوة والصحة وأن يبقيه ذخراً لنا. سنوات فيها من فكر قائد ما ندرسه لأجيالنا المتعاقبة، فيها من دروس الوطنية الكثير، والتي لو تشربت بها أجيالنا، لأصبحت الدرع الحصين لأمنا البحرين على امتداد الأجيال، ولعجزت أمامهم كل محاولات الخيانة والانقلاب والإساءة.

14 فبراير من كل عام، هو «عيد ميثاق العمل الوطني»، هو أحد أعياد البحرين الأصيلة، يوم لا يمكن تغيير ما يرمز إليه، خاصة إن كان يرمز للوطنية وتكاتف الشعب وقيادته، والثقة بجلالة الملك، وفيه نعيد القول والتذكير بأن البحرين ستظل دائماً بعيدة عن «شنب كل حاقد».

افرحوا يا أبناء شعب البحرين، بلادكم بخير، قيادتكم تعمل من أجل الخير، ملككم رجل حفظ الله به البحرين، وتعاضدكم معه هو الذي جعل علم بلادي دائماً خفاقاً عالياً، وصوت نشيدنا الملكي هو أقوى ما تصدح به سماؤنا.

حفظ الله البحرين ملكاً وشعباً، وأدام عليها الأفراح الوطنية، وكتب لها مستقبلاً جميلاً فيه الخير لجميع المخلصين.