الرأي

سلمت يا بوعلي

من القلب


أولاً، أحمد الله وأشكره على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وعلى نجاح الفحوصات الطبية التي أجراها سموه، حفظ الله سموه لأبناء الشعب البحريني، الذين يكنون له المحبة والمودة والعرفان، فقد غمرهم سموه برعايته واهتمامه بهم في كل صغيرة وكبيرة، فهو ملاذ المواطن إذا تعثرت أموره وتعسرت حوائجه، حفظ الله سمو الأمير خليفة بن سلمان، وألبسه لباس الصحة والعافية، وأمده بعمر مديد، ونسأل الله العلي القدير له العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
ثانياً، وددت أن أتطرق إلى موضوع الشائعات، التي آلمنا بعضها كثيراً في هذه الفترة، خصوصاً عندما مست الشائعات رموز وقدوة وطننا الغالي، فهذا الأمر لا يرضاه أو يقبله الشريف منا، ويجب التصدي لمروجي تلك الشائعات، فعلى الرغم من تطور وسائل الاتصال والتواصل المجتمعي فإن أخلاقيات بعض الأفراد ترجع إلى الوراء من خلال بعض السلوكيات السلبية التي لا تهدف إلا إلى الشقاق وإثارة الفتن ونشر الخوف، وإطلاق الشائعة هي إحدى السلوكيات الهدامة التي يستخدمها البعض كسلاح، إما سلاح تسويقي رخيص، أو سلاح باطل، أو سلاح افتراء وقذف وتكذيب للحقائق، وبالتأكيد فإن الشائعة هي صورة من صور الكذب التي يستخدمها مطلقها لأغراض متعددة، وقيل إن «الكذبة مثل كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها»، وكذلك الشائعة كلما انتشرت كلما زادت مغالطاتها وافتراءاتها وابتعدت عن الحقيقة وخطوط الصواب.
أصعب مرحلة للشائعات مر بها المجتمع البحريني كانت خلال أحداث البحرين والمؤامرة الكبرى عليها، في فبراير 2011، فقد أطلق الجبناء شائعات كثيرة والتي ارتكزت على مغالطات وأكاذيب وافتراءات كثيرة بحق المملكة والقيادة والحكومة، وبعض الشخوص التي استهدفت بها المنظمات الحقوقية حجب الحقائق ومساندة قضية كاذبة، بل جعلت مروجي الشائعات يسلكون طريق الفبركات وتغيير الحقائق واستخدام أساليب ملتوية عند نشر الأخبار والصور والفيديوهات، لكسب تعاطف الشعوب الأخرى، ونشر الخوف وزرع الطائفية بين المجتمع الواحد، وزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته، ومازال البعض يستمع إلى الشائعات التي تركز على التفرقة والطائفية ويساعد المتآمرين على ضرب الوحدة الوطنية عبر استخدامهم كأداة سهلة لنشر شائعاتهم الخبيثة، لتحقيق الفوضى وعدم الاستقرار في المجتمع.
وأسوأ الشائعات عندما تخص أعراض الناس وأسرارهم وحياتهم الخاصة، بأخبار ومعلومات يشوبها الكذب والافتراء من أجل تشويه سمعة أصحابها والانتقام منهم أو من أسرهم، وهذا النوع من الشائعات يعتبر من جرائم القذف التي نطالب الجهات المختصة بأن تضع عقوبات صارمة لكل من يساعد ويساهم في نشر هذه الشائعات مهما كانت النوايا.
وهناك نوع آخر من الشائعات التي تبث الخوف في المجتمع، عندما تتنافس بعض الشركات حول المنتجات الغذائية أو الأدوية وتبث شائعات عن خطر منتج معين، وهو في الأصل منتج لا يحمل عيوباً، ولا يشكل خطراً على صحة الإنسان، فإطلاق الشائعة بحق المنتج تهدف إلى تحقيق مصالح تسويقية لمنتج آخر، وهنا أيضاً على الجهات المختصة المبادرة بردع هذه الشائعات ونشر بيان يوضح الأمر، ويكشف أكاذيب المستفيدين منها، ذلك لأن المجتمع لا يتحمل الشائعات التي تبث الخوف والذعر.
الملام في نشر الشائعات ليس أصحابها فقط، فهؤلاء هم أصحاب النفوس المريضة، وهم أيضاً جبناء يستترون وراء ألقاب وهمية خشية كشفهم ومثولهم أمام العدالة، الملام أيضاً من يصدق هذه الشائعات ويروج لها عبر وسائله الخاصة به، وكذلك من ينشر هذه الشائعات ويعلم يقيناً أن الخبر المنشور شائعة وغير صحيح، لكنه يساهم في نشر الكذب «ليتطمش» ويتسلى عندما «يتراشق» البعض بالسب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المجتمع البحريني مجتمع واعٍ ومتعلم ومحترم يحكمه الدين الإسلامي وسيادة القانون ويردعه عن نشر أو المساهمة في نشر الشائعات، الأخلاق العربية والأعراف التي لا يمكن مهما تطورنا أن نبتعد عنها أو أن نلبسها لباساً يخالف عاداتنا وتقاليدنا، ولأننا كذلك يجب الحرص على كل ما نتناقله وألا نستبق الأحداث بتصديق كل ما ينشر في القنوات غير الرسمية، أيضاً السبق في نشر خبر ربما يكون غير صحيح، تكون أحياناً له عواقب وخيمة على المجتمع، «تريثوا» فكل خبر يحتمل التأجيل ولكن لا يحتمل الكذب.